المغاربة المسلمون القاطنون بالديار الإسبانية يعانون من خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا في البلاد، التأكيد صادر من وزارة الداخلية الإسبانية في وثيقة نشرتها في هذا الصدد معنونة ب” تطور الحوادث المتعلقة بجرائم الكراهية في إسبانيا”، والتي سلطت الضوء على ارتفاع معدلات الجريمة المعادية للأجانب في البلد، وللمتدينين على الخصوص بينهم المسلمون ما بين عامي 2016 و2017، وهو العام الذي شهد حادث برشلونة الذي أودى بحياة 21 شخصا وأصاب 130 آخرين. وبحسب ما ورد من معطيات، فإن المغاربة هم الفئة المجتمعية الأكثر معاناة من خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا بعد الإسبان أنفسهم، إذ أبرزت معطيات الداخلية في البلاد أن 17 في المائة من خطاب الكراهية يستهدف المغاربة، علما أن معظم ضحاياه من الرجال بنسبة 60 في المائة، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 سنة، بنسبة 71 في المائة. طبقا لذات المصدر، فإن أصول المعتدين أو الذين يمارسون هذا النوع من الخطاب هم إسبان أساسا بنسبة 78 في المائة، يليهم المغاربة بنسبة 9.9 في المائة، ثم هناك الكولومبيون من أمريكا الجنوبية بنسبة 6 في المائة. خلال عام 2017، جرى تسجيل 103 جريمة كراهية دينية مقابل 43 في المائة عام 2016، وهو ما يمثل ارتفاعا كبيرا ومقلقا لنمو خطاب معاداة الإسلام والمسلمين وباقي المجتمعات الأجنبية في البلاد، وهو ما يترجمه الرقم الذي قدمته الوثيقة، إذ ارتفع خطاب الكراهية ضد الأجانب في البلاد بنسبة 26 في المائة، وتعتبر منطقتا الأندلس وكتالونيا الأكثر تسجيلا لهذا النوع من الحوادث. بلغة الأرقام دائما، شهدت البلاد زيادة مفزعة في عدد الجرائم المرتبطة بخطاب الكراهية ضد المتدينين وضد إيديولوجيات معينة بنسبة 72 في المائة بين عامي 2016 و2017 فقط. بالعودة إلى موضوع الإسلاموفوبيا، أبرزت الداخلية الإسبانية في وثيقتها أنها لامست ارتفاعا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين في البلاد، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي. وقد استقبل المدعي العام في برشلونة 41 دعوى قضائية عام 2017 بتهمة جرائم الكراهية ضد حرية التدين، بما في ذلك 39 ضد الإسلاموفوبيا. ومع وجود 137 مسجدا، تعد كتالونيا موطنا لعدد كبير من المسلمين، لكنها مع ذلك تعد في ذات الآن موطنا لعدوان وحوادث الكراهية التي تطالهم. ووفقا للإحصاءات التي أبرزتها الداخلية الإسبانية، فإن نسبة حوادث الكراهية المعادية للإسلام والمسلمين تبلغ 44 في المائة في إسبانيا كلها، فيما بلغت النسبة 307 في المائة خلال عامي 2016 و2017. وخلال شهري أكتوبر ونونبر من عام 2017، عززت الأحداث التي شهدتها كتالونيا انتشار هذا النوع من الخطاب، وإذكاء شعور كراهية المسلمين في البلاد، وهو ما يستدعي، تقول الوثيقة، التحذير من انتشار هذا النوع من الخطاب في البلاد، خاصة مع صعود اليمين المتطرف في إسبانيا على الخصوص، وأوربا عموما، وهو التيار المعروف بخطابه وبسياساته المعادية للإسلام والمسلمين..