في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة الإسبانية عن صيغة قانونية لترحيل أكثر من 7000 قاصر مهاجر مغربي غير مصحوبين يقيمون في مختلف مراكز إيواء القصر ويتسكعون في الشوارع الإسبانية، إلى المغرب؛ تشير المعطيات على الأرض إلى أن مقاربة الترحيل ليست الحل، في ظل استمرار الأسباب الموضوعية التي تجعل القاصرين المغاربة والأفارقة يغامرون بحيواتهم من أجل بلوغ الفردوس الأوروبي، بحثا عن حياة أفضل. هذا ما يؤكد عدد القاصرين الذي تسللوا إلى مدينة سبتةالمحتلة خلال الشهر المنصرم لوحده. في هذا الصدد، قدمت الحكومة المحلية لمليلية، يوم أول أمس السبت، عدد الواصلين الجدد من القارصين إلى الثغر المحتل والطرق والأساليب التي اعتمدوها، حيث تسلل الشهر المنصرم نحو 61 قاصرا غير مصحوبين إلى مليلية، أغلبهم مغاربة. فمثلا، أكد 8 قاصرين أنهم ولجوا الثغر المحتل عبر استعمال وثائق مغربية؛ منهم من دخلوا بمفردهم ومنهم من كان مرفقا بأحد أفراد عائلته. فيما 11 آخرين استغلوا الاكتظاظ والازدحام الذي تعرفه المعابر الحدودية خلال الأيام المخصصة للتهريب المعيشي للتسلل إلى المدينة بين جحافل الحمّالين. أما الأربعة الآخرين فأكدوا أنهم دخلوها متسللين داخل السيارات مزودة بتجويفات لتهريب المهاجرين؛ كما يوجد من تسلل في أسفل الشاحنات التي تتنقل بين الداخل المغربي ومليلية. وأكد قاصر واحد أنه وصل سباحة إلى ساحل مليلية. في المقابل، لا تعرف الطريقة التي دخلت بها بقية المهاجرين. هذا، وكان التقرير الأخير لوكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتيكس) طرح أزمة القاصرين غير المرفقين الذين يهاجرون إلى أوروبا، من بينهم مغاربة، شارحا أن “سوريا وأفغانستان والعراق والمغرب وتركيا تعتبر البلدان الأصل التي يتحدر منها القاصرون الواصلون إلى أوروبا سنة 2018، بحيث يمثل المتحدرون من البلدان الخمسة 71 في المائة من مجموع الواصلين”.