قرار ولائي غير مسبوق اتخذه والي مراكش، كريم قاسي لحلو، نهاية الأسبوع المنصرم، قضى بإغلاق 6 مقاه ل “النرجيلة” (الشيشة) دفعة واحدة، 4 منها بحي “كَليز”، وذلك على خلفية تقارير أعدتها المصالح الولائية المختصة، والتي أعقبت الحملات التي قامت بها لجان مختلطة، مشكلة من السلطة المحلية والمصالح الأمنية والمصالح الجماعية المختصة، داهمت خلالها مجموعة من المقاهي التي تقدم “الشيشة”، وهي المداهمات التي أسفرت عن حجز حوالي 250 من القنينات ولوازمها. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فلقد حدد القرار الولائي مدة الإغلاق، بالنسبة لأربعة مقاه، في شهر، فيما تقرّر إغلاق محليين لمدة غير محددة. وحسب المصادر نفسها، فقد جاء القرار على إثر شكايات السكان المجاورين لها، والذين اشتكوا فيها من الفوضى والضوضاء وانبعاث روائح “النرجيلة” من هذه الأماكن العمومية، التي تعجّ بالقاصرات والقاصرين وتستمر في تقديم “خدماتها” بشكل متواصل ليلا ونهارا. هذا، وتتصاعد مطالب هيئات المجتمع المدني المحلي، الناشطة في مجال التوعية بخطورة التدخين عموما، و”الشيشة” بشكل خاص، بأن تشمل تدخلات السلطات المحلية والأمنية والجماعية المقاهي المجاورة للمؤسسات التعليمية والإدارات العمومية، والفضاءات السياحية الراقية، من الفنادق والعلب الليلية والمطاعم والحانات الواقعة بالوسط التجاري بالمدينة، والأحياء السياحية بها، من قبيل أحياء “كَليز” والحي الشتوي ومنطقة “النخيل”. وتطالب هذه الجمعيات بالعمل على تنفيذ القرار الصادر عن المجلس الجماعي للمدينة، بتاريخ26 دجنبر من سنة 2006، والقاضي بمنع استعمال “النرجيلة” للتدخين بمختلف الأماكن العمومية، وهو القرار الذي استند فيها المجلس على مراسلة من والي الجهة، والي/عامل عمالة مراكش الأسبق، حول منع استعمال النرجيلة بالأماكن العمومية والمغلقة، وكذا إلى تقرير أنجزه مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة حول الأضرار الصحية ل”الشيشة”. وتدعو الجمعيات السلطات المختصة إلى ضرورة أن يشمل تطبيق القرار الملاهي الليلية والمطاعم الواقعة ببعض الفنادق الراقية، والتي يقولون إنها عمدت إلى إحداث فضاءات خاصة بتدخين الشيشة، عبارة عن خيّام كبيرة بقلب هذه المؤسسات الفندقية، دون أن تتحرك السلطات لتفعيل الفصل الثاني من القرار، الذي ينص على أن “كل مكان يسري عليه هذا المنع يجب أن يمتثل صاحبه أو مسيره لهذا القرار، تحت طائلة سحب رخصة استغلال المحل منه وحجز هذه الوسيلة ولوازمها”، موكلا مهمة تنفيذه إلى السلطات العمومية المختصة والطبيب مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة ومراقبي حفظ الصحة كل في مجال اختصاصه. يشار إلى أن العديد من مقاهي وملاهي “الشيشة” تشهد اندلاع مواجهات عنيفة بين زبنائها أو بين مستخدميها ومرتاديها، فقد تعرّض مستخدم بإحدى هذه المقاهي، في وقت مبكر من صباح أول أمس الأحد، لاعتداء بواسطة سلاح أبيض من طرف أحد الزبناء الذي دخل معه في شجار. وقبل ذلك، وقع عراك بين موسيقي ومهاجر داخل مقهى “دْيامسْ”، المشهورة بتقديم “النرجيلة”على امتداد 24 ساعة مستمرة، والمجاورة لكلية العلوم والتقنيات ومقرّ رئاسة جامعة “القاضي عيّاض”، بشارع “عبد الكريم الخطابي”، في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين 14 مارس من سنة 2016، قبل أن يتطور الشجار إلى جريمة قتل مروّعة في الشارع العام، بعد أن قام المهاجر، البالغ من العمر 32 سنة، بسحل الموسيقي، الذي لا يتجاوز عمره 22 سنة، حتى الموت بواسطة سيارته المرقمة بألمانيا، ليتم توقيف المتهم ويُدان، لاحقا، بعشر سنوات نافذة. ولم تمر سوى يومين بعد الجريمة، حتى أصدر الوالي الأسبق، محمد مفكر، قرارا بإغلاق 4 مقاه ل”الشيشة”، بينها المقهى التي كانت مسرحا للعراك، والتي يملك صاحبها 3 مقاهٍ ومطاعم أخرى لترويج “الشيشة” بمراكش، قبل أن يُعاد فتحها في عهد الوالي عبد الفتاح البجيوي، الذي خلفه على رأس الجهة.