في الوقت الذي تتواصل فيه الحملة ضد المقاهي المختصة في تقديم النرجيلة (الشيشة) بمراكش، تتصاعد مطالب هيئات المجتمع المدني المحلي، الناشطة في مجال التوعية بخطورة التدخين عموما، والشيشة بشكل خاص، بأن تشمل تدخلات السلطات المحلية والأمنية، الفضاءات السياحية الراقية، من الفنادق والعلب الليلية والمطاعم والحانات الواقعة بكَليز والحي الشتوي ومنطقة النخيل. وتطالب هذه الجمعيات بأن يتم تطبيق القرار الصادر عن المجلس الجماعي للمدينة، بتاريخ26 دجنبر من سنة 2006، والقاضي بمنع استعمال النرجيلة للتدخين بمختلف الأماكن العمومية، مستندا على مراسلة من والي الجهة وعامل عمالة مراكش الأسبق، حول منع استعمال النرجيلة بالأماكن العمومية والمغلقة، وهو القرار الذي استند في المجلس الجماعي الأسبق إلى تقرير أنجزه مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة حول الأضرار الصحية للنرجيلة. وتدعو الجمعيات السلطات المختصة إلى ضرورة أن يطبق الفصل الثاني من القرار على الملاهي الليلية والمطاعم الواقعة ببعض فنادق خمس نجوم، والتي يقولون بأنها عمدت إلى إحداث فضاءات خاصة بتدخين الشيشة، عبارة عن خيام كبيرة بقلب هذه المؤسسات الفندقية، دون أن تتحرك السلطات لتفعيل الفصل الثاني من القرار، الذي ينص على أن "كل مكان يسري عليه هذا المنع يجب أن يمتثل صاحبه أو مسيره لهذا القرار تحت طائلة سحب رخصة استغلال المحل منه وحجز هذه الوسيلة ولوازوها"، موكلا مهمة تنفيذه إلى السلطات العمومية المختصة والطبيب مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة ومراقبي حفظ الصحة كل في مجال اختصاصه. إلى ذلك، دانت ابتدائية مراكش، مؤخرا، مسير أحد المقاهي المختصة في تقديم الشيشة بأربعة أشهر سجنا نافذا، على خلفية متابعته بتهمة الاعتداء على رجل أمن، خلال تنفيذ الشرطة لقرار الوالي السابق لجهة مراكشآسفي، محمد مفكر، والقاضي بإغلاق المقهى التي كان يسيرها المتهم، في الوقت الذي تم فيه نقل الشرطي إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل لمعالجته من الجروح التي أصيب بها على مستوى يديه.
في غضون ذلك، تتواصل الحملة ضد مقاهي الشيشة، فقد داهم رجال أمن تابعون للدائرة الأمنية 16، بحر الأسبوع الجاري، مجموعة من مقاهي الشيشة بالمقاطعة الإدارية "الازدهار"، وقاموا بحجز العشرات من قنينات النرجيلة ومعداتها