داهمت الشرطة القضائية بمراكش، أول أمس الخميس، مقاهي للشيشة بحي جليز، وأسفرت العملية عن حجز 70 نرجيلة. وتعتبر العملية الأخيرة استمرارا للحملة الأمنية ضد مقاهي «الشيشة»، والتي بلغت، خلال أقل من شهر، 126 عملية أسفرت عن حجز 1575 نرجيلة، فضلا عن المواد والمعدات التي تستعمل في إعدادها. التدخلات الأمنية أسفرت أيضا عن اعتقال العشرات من مستهلكي «الشيشة»، الذين غالبا ما يتم إطلاق سراحهم بعد إجراء أمني بسيط للتحقق من هوياتهم، بينما يتم عرض قلة منهم على النيابة العامة بابتدائية مراكش التي تتابعهم بتهمة استهلاك مادة مضرة بالصحة. وفي حالة اعتقال قاصرات تتم متابعة أصحاب المقاهي بتهمتي إعداد محل لترويج مواد مضرة بالصحة، وإعداد محل للدعارة. يشار إلى أن استهلاك وترويج «الشيشة» بمراكش لازال يتم على نطاق واسع، رغم أن المجلس الجماعي الحالي تبنت لجنته المالية مؤخرا توصية بضرورة الحد من تنامي تدخين «الشيشة» بمقاهي المدينة، كما أصدر سلفه، بتاريخ26 دجنبر من سنة 2006، قرارا جماعيا تحت عدد 46؛ يقضي بمنع استعمال النرجيلة للتدخين بمختلف الأماكن العمومية، مستندا على مراسلة من والي الجهة وعامل عمالة مراكش الأسبق، حول منع استعمال النرجيلة بالأماكن العمومية والمغلقة. واستند المجلس الجماعي أيضا في قراره على تقرير أنجزه مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة حول الأضرار الصحية للنرجيلة. وكان القرار الجماعي قد نص في فصله الثاني، على أن «كل مكان يسري عليه هذا المنع يجب أن يمتثل صاحبه أو مسيره لهذا القرار تحت طائلة سحب رخصة استغلال المحل منه، وحجز هذه الوسيلة ولوازمها». وأوكل القرار مهمة التنفيذ إلى السلطات العمومية المختصة والطبيب مدير المكتب الجماعي لحفظ الصحة ومراقبي حفظ الصحة. وتم توجيه نسخ من هذا القرار إلى والي الجهة ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية والقائد الجهوي للقوات المساعدة ووالي الأمن قصد تفعيل المراقبة. وعلى الرغم من مرور أكثر من سبع سنوات على صدور هذا القرار، فإنه لم يجد طريقه إلى التنفيذ في ظل التهرب من تفعيل الأجهزة المختصة لسلطاتها، من أجل وضع حد لظاهرة تهدد صحة شريحة واسعة من المواطنين، وتساهم في تفشي دعارة القاصرات بمراكش. وتنتشر مقاهي «الشيشة» على نطاق واسع بمراكش بالأحياء الشعبية والراقية، حيث أن العديد منها تمارس نشاطها نهارا بالقرب من المؤسسات التعليمية، كالثانوية التأهيلية «ابن عباد» والثانوية الإعدادية «للامريم»، وبمحاذاة الحي الجامعي بحي الداوديات والإقامة الجامعية بالوحدة الرابعة.