دشنت مصالح الأمن بمراكش حملة واسعة لمحاربة مقاهي الشيشيا بالمدينة الحمراء، وذلك قبل أقل من ثلاثة أيام من تصريحات والي الأمن الجديد محمد الدخيسي، في جواب خلال لقاء تواصلي مع وسائل الإعلام حول انتشار هذه الظاهرة، حيث أكد أنه لن يتوانى في محاربة كل الخارجين عن القانون. وأسفرت الحملة التي شنت ليومين متتالين (مساء الخميس والجمعة) وقادها نائب والي الأمن شخصيا، عن توقيف عدد من الأشخاص منهم قاصرات ومسيري المقاهي، وحجز عدد من النرجيلات ، وأيضا كمية مهمة من المعسل المهرب، علاوة على آلات للقمار المعروفة باسم «الرياشة». وهمت الحملة مقهى بحي المسيرة الأولى، سبق أن صدر قرار بإغلاقه، بعد شكايات متوالية للسكان القريبين من المقهى، وأيضا مقاهي بحي جيليز، واخرى بحي الداوديات، في حين ينتظر أن تشمل الحملة مقاهي أخرى . واستفحلت ظاهرة مقاهي الشيشة بشكل كبير بمدينة مراكش، وهي تشهد استقبال قاصرين وقاصرات، وتتحول إلى فضاء لتسهيل وتشجيع البغاء وتحريض القاصرات على ممارسته، ولم تعد تقتصر على تدخين الشيشة بل تتعداها إلى المخدرات، ما يشكل خطرا على الناشئة. وحسب بعض المتتبعين، فإن مقاهي الشيشة بمراكش تناسلت بشكل خطير، ولم تعد منحصرة في الأماكن العمومية التجارية، بل نبت بعضها داخل الأحياء السكنية، وأصبحت مصدر إزعاج للسكان، بسبب الروائح القوية المنبعثة من النرجيلة. ورغم حملات المداهمة التي تشنها المصالح الأمنية من حين لآخر، فإنها لم تنجح في الحد من انتشار وترويج الشيشة، و هناك مقاه توقف نشاطها مع بداية الحملة، ثم تجدده حين هدوء العاصفة. يشار أن الظاهرة كانت ايضا مثار تنديد وتساؤل من بعض فعاليات المجتمع المدني في لقائهم من والي الأمن الجديد حول «الأمن في مراكش».