انطلقت قبل أشهر بعدد من المصحات المغربية تقنية التداوي بالخلايا الجذعية، التي يعتبرها الخبراء في الطب من آخر صيحات العلاج بالعالم، ليدخل المغرب بذلك خانة الدول الخمس في العالم، التي توفر طريقة العلاج الجديدة باعتماد الخلايا لعلاج أمراض مزمنة كالسكري والتهاب المفاصل والزهايمر وغيرها، بتكلفة أقل بكثير منها في أمريكا وأوروبا وآسيا، خاصة بعد التوقيع على إنشاء أول مركز لاستخراج وزراعة الخلايا الجذعية، وإحداث بنك خاص بها في المغرب، بجامعة محمد السادس للعلوم الصحية. وكشف الدكتور كريم زاهر، رئيس فرع الجمعية العالمية للتداوي بالخلايا الجذعية بالمغرب، أن التداوي بالخلايا الجذعية هي آخر تقنية في العالم لعلاج الأمراض المزمنة كالسكري والتهاب المفاصل وأمراض القلب والفشل الكلوي في مرحلته الأولى، مؤكدا أن الخلايا الجذعية تؤدي مفعولها في كل موضع، مؤكدا أن الخلايا المقصودة يتم أخذها من دهون البطن وتطويرها وتكاثرها، ثم حقنها للحصول على نتائج مبهرة وتحسن ملحوظ في الحالات المرضية. وأفاد كريم زاهر في اتصال مع “أخبار اليوم” أن تقنية التداوي بالخلايا الجذعية أحدثت ثورة طبية في العالم، موضحا أن عددا من المغاربة الميسورين كانوا يتوجهون إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو اليابان، أو كوريا أو تركيا، للحصول على العلاج بتكلفة تصل إلى 100 ألف درهم لحصة علاج واحدة، دون احتساب مصاريف التنقل والإقامة وغيرها، مبينا أن كلفتها بالمغرب، وبنفس المميزات لا تتجاوز 30 ألف درهم، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على خمسة مراكز بمصحات خاصة انطلقت في تقديم العلاج بالخلايا الجذعية بكل من مدن الدارالبيضاء التي تضم ثلاث مصحات متوفرة على التقنية الجديدة، ومصحتين أخريين بكل من الرباط وفاس. موضحا أنه تم تكوين الفوج الأول من الأطباء عن طريق خبراء كوريين بالدارالبيضاء، في انتظار تكوين المزيد في أفق تعميم التجربة على مصحات مختلفة بالمغرب. وحول إنشاء المركز الأول في إفريقيا والخامس في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا واليابانوتركيا، أكد زاهر أن المركز الذي ستحتضنه جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، سيساعد كثيرا على تطوير وتسريع عملية العلاج بالخلايا الجذعية، ووضع بنك معلومات يضم ملفات لآلاف المرضى، والذين تكون خلاياهم جاهزة وبوتيرة سريعة جدا، مما يسحل عملية العلاج، حيث سيتم تجهيز المختبر بآلات حديثة جدا مستقدمة من كوريا تشكل سلسلة من حوالي 20 آلة تشكل جميع المراحل التي تمر منها الخلايا قبل أن تصل لصيغتها النهائية، حيث يرتقب أن يصل تكاثر الخلايا إلى ملايين عوض مليون واحد تقريبا. وبيّن الدكتور زاهر أن التقنية تعد ثورة حقيقة في عالم العلاج، حيث تعتمد على الحقن، عوض العمليات الجراحية، وفق متابعة الحالات ومراقبتها، مشيرا إلى أنه لحد الآن فقد وصلت الحالات التي تستفيد من العلاج بالخلايا الجذعية 50 حالة، علما أن العدد الأكبر من المغاربة ليس لهم علم بالطريقة الجديدة، أو توفرها بالمغرب، مؤكدا أن الحالات تشهد تحسنا ملحوظا وتجاوبا مع التقنية. وشهدت مدينة الدارالبيضاء، يوم السبت الماضي، التوقيع على اتفاقية لإنشاء أول مركز لاستخراج وزراعة الخلايا الجذعية وإحداث بنك خاص بها في المغرب، الذي يعتبر هو الأول من نوعه، بحسب المنظمين، على صعيد إفريقيا، حيث جرى توقيعها بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة من طرف كل من رئيس الجامعة البروفسور شكيب النجاري، ورئيس الجمعية العالمية للتداوي بالخلايا الجذعية “إيسكا ISSCA”، الكوري الجنوبي “كيم دايانغ”، والرئيس المدير العام لشركة “جيغالاب” والمسؤول عن “إيسكا المغرب” كريم زاهر، وذلك على هامش تنظيم اليوم العالمي للعلاج بالخلايا الجذعية، الذي حضره خبراء أجانب ومغاربة.