في مدة وجيزة لم تتعدى الشهر الواحد، حضر عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، لخمس جنازات ألقى خلالها كلمات تأبينية، لم تخلو من رسائل دين ودنيا، بين الدعاء والموعظة إلى السياسة وخفة الدم. وكانت الجنازات لأربع نساء ورجل، من أصدقاء وأقارب أعضاء وقياديين في حزب العدالة والتنمية، حضرها ابن كيران من 9 يناير إلى 9 فبراير من الشهر الجاري. ولمح ابن كيران خلال كلماته التأبينية إلى خصومه السياسيين، قائلا “إن منهم من لم يعودوا يشعروا بأن لهم نصيبا إلا في هذه الدنيا فهم يتقاتلون من أجله ويستعملون كل الأساليب الدنيئة والوضيعة والكاذبة والتي لا تصلح يعني في إسقاط خصومهم حتى يبقى لهم المجال لوحدهم”. كما وصى الحاضرين في إحدى الجنازات، بالتمسك بالله وعدم الخوف من الخزعبلات لبعض المفسدين الذين عرفوا بفسادهم. وفي إحدى كلماته، عزا سبب حضوره لجنازة والدة أحد المنتمين لحزب العدالة والتنمية، بأنه “هاذ النوع من الإخوان اللي ما هوما لا وزراء ولا نواب برلمانيين ولا رؤساء جماعات لا والو، هم إخوان بسطاء عاديين، بهم قام هاذ العمل من أول يوم”. وتأسف ابن كيران، حول الفهم “الأعوج” لقراءة القرأن جماعيا، وقال “واحنايا مع الأسف الشديد هاذ الحركات ديالنا في الأول كنا متمسكين بالسنة وفهمناها عوجة في هاذ القضية هادي بكل صراحة ولهذا خاص هادشي هذا احنا نكونوا الأولين نصحوه ونراجعوه”، مع نفيه أنه لم يكن يوما ضد القراءة القرآنية جماعيا. ولم تسلم الكلمات التأبينية من قفشات ابن كيران وخفة دمه، حيث وصف زوج ابنته ب”الطويل”، وقال عنه “عدنان أطول نخلة في البستان”، منوها بمعدنه النفيس وأخلاقه الطيبة. وأضاف متحدثا عن والدة عدنان، واصفا إياها بالفرنسية أنها امرأة “بيو”، وقال عنها “داك البيو اللي كيقلبو عليه غير كيضيعو وقتهم، اللي كانت بيو حقيقية هي هاذ السيدة هادي”.