بعد أن أعاد مقتل الطالب الحسناوي إشكالية العنف الجامعي بقوة الى الواجهة، كشف وزير الداخلية محمد حصاد عن ارقام تخص حالات العنف داخل جامعات المملكة. وزير الداخلية٫ الذي كان يتحدث خلال جلسة مجلس المستشارين اليوم الثلاثاء، أكد أن المشاكل الأمنية في الجامعات تتمركز في خمسة مدن هي: أكاديرومراكشوفاس والقنيطرة ومارتيل، إلى جانب كل من سطات وتازة اللتين تعرفان الحوادث "بصفة أقل" حسب الوزير. حصاد أكد أن الدراسة في ما تبقى من الجامعات هي "عادية"٫ مرجعا المشاكل الأمنية الى ما وصفها "فصائل متطرفة تتبنى فكر ايديولوجي معين، والتي تستمر في تبني العنف في تحد واضح للإجراءات الأمنية."
حصاد أفاد أن حالات العنف الجامعي في اكادير وصلت الى أكثر من 20 حادثة عنف اسفرت عن اصابة 10 افراد من من القوات العمومية مع اعتقال57 طالبا، 11 منهم مازالوا رهن الاعتقال في انتظار محاكمتهم. نفس المتحدث قال أنه" رغم الاعتقالات مازال هناك زيادة في التطرف" ٫ أما بالنسبة لمدينة مراكش فقد تم تسجيل 5 حوادث عنف في الجامعات أدت الى اصابة 3 عناصر من القوات العمومية واعتقال 8 طلبة.
وفي ما يخص مدينة فاس، صرح الوزير أنها عرفت اربع حالات عنف جامعي٫ كان آخرها تلك التي قتل فيها الطالب الحسناوي، جرح خلالها 4 من عناصر القوات العمومية وتم ايقاف اكثر من 50 طالبا على خلفية هذه الأحداث٫ 20 منهم ما يزالون معتقلين في انتظار المحاكمة. حصاد قال ان المتورطين في قضية الحسناوي "خرجو على حياتهم بهذه التصرفات " مشيرا إلى وجود 8 طلبة معتقلين على خلفية هذه القضية.
نفس المتحدث أكد على كون وزارته ستتخذ" الاجراءات اللازمة لتعود الدراسة لسيرها العادي." وعن قضية الحسناوي قال حصاد أن "الفصيل جند قواته لمهاجمة التظاهرة عن سبق اصرار." مردفا أنه "بعد عملية القتل وبعد بلوغ الامر الى الملك كان امره مباشرا لاتخاذ الاجراءات اللازمة لعدم تكرر هذه المشاكل." وزير الداخلية اجتمع مع وزير التعليم العالي الحسن الداودي وخرجوا بخلاصة مفادها ضرورة أن تتدخل القوات العمومية في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن بعض الطلبة "يعتبرون الحرم الجامعي كالحرم الشريف" وذلك ل"احتماء بعض المبحوث عنهم في الحرم الجامعي"، معطيا المثال بالقبض على متهم بالاعتداء على شرطي مختبئ في الحي الجامعي بتازة.
حصاد تحدث على اصدار قرار مشترك بين الوزارتين تم تعميمه في منشور ينص على السماح للسلطات المحلية بالتدخلل بمبادرة منها "اذا رأت تهديد الامن وذلك لحماية الارواح والممتلكات "٫ كما يطالب بالتطبيق الصارم للانظمة الداخلية التي لا يعمل بها، حصاد أكد أن "هذا ليس ضوء اخضر للسلطات المحلية لأننا رغم المبادرة طلبنا التنسيق بين المسؤولين المحليين والجامعات، فالغرض ليس القاء القبض على الأشخاص بقدر ما هو الوصول الى فضاء جامعي يسوده التسامح والبحث عن المعرفة و الحفاظ على السير العادي للمؤسسات." مضيفا "لن نتساهل مع الفصائل المتطرفة،" قبل أن يختم حديثه عن الموضوع بقوله "الله يهدي ما خلق الله يهدي الجميع."