- الشارقة “كل في فلك يسبحون”، عنوان حر ينهل من الثقافة الإسلامية، لسلسلة أعمال فنية لم تقيد فيها الفنانة السعودية الفلسطينية، دانة عورتاني، بعنصري الزمان والمكان، وتقدمها ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية في دورته ال 21، الذي يقام تحت شعار “أفق”، والممتد إلى غاية التاسع عشر من شهر يناير المقبل. سلسلة الأعمال، التي توقعها هذه الفنانة، ذات الواحد والثلاثين ربيعا، تقود المشاهد في رحلة استكشاف إلى عوالمها، وتجاربها المليئة بلغة بصرية فاتنة، حد الدهشة. وعن هذا المعرض، قالت دانة، في لقاء مع “اليوم 24″، أمس السبت، على هامش لقاء مفتوح للفنانين مع الصحافة، والإعلام: “يرتكز عملي الفني على إعادة إحياء الفنون، والحرف التقليدية من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وإعطاء هذه الفنون والحرف مساحة، ومكانة في عالم الفن المعاصر. وأشارت دانة إلى أنها في عدد من أعمالها تعيد الاعتبار إلى الحرفيين اليدويين، وفي هذا الصدد تعاملت مع مغاربة منهم، وهنود أيضا”، تقول المتحدثة نفسها ل”اليوم24”. وأضافت دانة أنها تركز على علم الحروف، والأرقام، واستخدمت للدلالة عليها مختلف الأشكال الهندسية، موضحة أن حبها لفكر وروح كل من جلال الدين الرومي، وابن عربي كان له كبير الأثر، أيضا، على ملامحها الإبداعية. من جانبه، قال مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، ومدير مهرجان الفنون الإسلامية: “إن أعمال دانة عورتاني الفنية فريدة من نوعها، من ناحية الدقة، والجمال، والتعبير عن الفنون الإسلامية الرائعة، وفيها جانب من الخصوصية العربية”، وأشار المتحدث نفسه إلى أن هذه الروح، التي تميز عمل دانة، بعض من الجمال، الذي يميز كافة الأعمال، التي يعرضها المهرجان هذا العام، وهي أعمال تنهل من الفنون الإسلامية، كالخطوط العربية، واللوحات، والمجسمات الفنية، الموزعة في عدة أماكن من إمارة الشارقة”. ويرتكز معرض هذه الفنانة، النابضة بالحياة تجربتها، على استخدام الطبقات في ممارستها الفنية، ويشمل مزيجاً من القطع، المتباينة موادها، والجديدة من حيث تشكيلها، ومن ذلك ما تقدمه في عملها الفني، المعروض تحت عنوان “الحب شريعتي، والحب إيماني”، حيث استلهمت في هذا الركن الفسيح التطريزات الثمانية المعلقة من ثماني قصائد غزلية لابن عربي، وهي تحمل نقوشاً معقدة، ومتقنة، واستخدمت فيها أيضا ملامح المنسوجات السعودية لتبرز معنى من المعاني في مشوارها التأملي، بحثاً عن دواخل الروح. “أنصت إلى كلماتي”، عنوان آخر لأحد أعمال دانة، المعروضة في الشارقة، يضع أمام المتلقي تركيبة غامرة، تؤلف بين الألواح الحريرية المطرزة، يدوياً، والأصوات المؤثرة لنساء عربيات، يلقين الشعر، على مر التاريخ. وتعاونت دانة، في “أنصت إلى كلماتي”، مع حرفيين مختلفين في الهند، وأيضاً تمرست في مجال التطريز، والأعمال الخشبية، والزجاجية، والرسم. وعن هذا العمل، تقول دانة: “كان دور المرأة دائماً ممثلاً تمثيلاً ناقصاً في الفن، والسياسة، والعلوم، ويرمي هذا العمل إلى إبراز مجموعة كاملة من الشاعرات الراديكاليات في الفترة بين العصر الجاهلي، وصولاً إلى القرن الثاني عشر”. ومن أعمال دانة، أيضا، “الخلفاء”، الذي تستكشف به تاريخ الإمبراطوريات الإسلامية، إلى جانب عملها “مجسمات أفلاطونية”، الذي ابتكرت فيه باقة منحوتات ورسومات أساسها مجسمات أفلاطونية، ثم عملها الموسوم ب”منحوتات زجاجية”، وعنصر الانبهار فيه هو تلك النقوش، التي يحدثها التفاعل بين الزجاج، والضوء على الأرض. ويضم العمل قطعا زجاجية كثيرة مصنوعة يدوياً بالنفخ، ويلفت هذا العمل الفني إلى فكرة “المشربية”. وقالت دانة: قرأت في كتاب أن المشربية جزء مميز، ورائع من المباني، ذلك أنه يمنح المرأة فرصة النظر، ورؤية الخارج دون أن يراها أحد، وهو شيء يستحق أن نتأمل فيه، ذلك أننا ما نزال أمام فكر قائل إن المرأة يجب أن تلزم البيت”، موضحة أن المنزل هنا يعد المساحة الداخلية للمرأة، والعالم الخارجي هو المساحة الذكورية، ومن هنا يقوم العمل بتوجيه التساؤلات حول هذه المساحات، وأنماط الظل، والضوء المتشكلة في العمل تمثل المشربية التقليدية. يذكر أن معرض دانة عوراتاني، التي تعيش، وتعمل في جدة، افتتحه، خلال الأسبوع الماضي، محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، ومدير مهرجان الفنون الإسلامية، ومروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيأة الشارقة للاستثمار، والتطوير “شروق”، في مركز مرايا للفنون في القصباء في الشارقة. وحضر الافتتاح مديرو، ورؤساء أقسام دائرة الثقافة، ومختلف الفنانين المشاركين؛ إماراتيين، وعرب، وأجانب، إلى جانب عدد كبير من الإعلاميين والنقاد، وجمهور عام من محبي الفنون الإسلامية.