على الرغم من المجهودات التي تبذلها الأجهزة الأمنية ومصالح الإنقاذ المغربية والإسبانية لمحاربة شبكات الهجرة السرية وإنقاذ أكبر عدد ممكن من المهاجرين غير النظامين على مستوى بحر البوران ومضيق جبل طارق، إلا أن ضغط تدفقات الهجرة السرية على الطريق الغربية للمتوسط من المغرب والجزائر صوب إسبانيا لازال مستمرا، ومن المرشح أن يزداد مع اقتراب حفلات أعياد الميلاد. آخر المعطيات بين مدريد والرباط تشير إلى إنقاذ المئات من المهاجرين السريين منذ يوم الثلاثاء الماضي وتسجيل قتلى ومفقودين، كما أن عدد القتلى والغرقى في الطريق الغربية للمتوسط، بلغ منذ يناير الماضي 745 مهاجرا، حسب المنظمة الدولية للهجرة. في هذا الصدد، علم لدى مصدر عسكري أن وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية، قامت، ما بين 19 و20 دجنبر الجاري بعرض البحر الأبيض المتوسط، بإنقاذ 372 مهاجرا سريا، معظمهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، ومن بينهم نساء وأطفال. وأضاف المصدر ذاته أن هؤلاء المهاجرين كانوا على متن عدة قوارب تقليدية، مشيرا إلى أنه تم العثور على ثلاث جثث على متنها أيضا، قبل أن يتم نقلهم إلى ميناءي الناظور والمضيق. كما قدمت وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية المساعدة، ليلة 18-19 دجنبر الجاري بعرض ساحل الناظور، ل196 مرشحا للهجرة السرية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، يوجد من بينهم نساء وأطفال. وأردف المصدر عينه أن هؤلاء المهاجرين السريين كانوا على متن أربعة قوارب، وأنه تم نقلهم سالمين إلى ميناء الناظور. وفي الضفة الأخرى، عثرت مصالح الإنقاذ الإسبانية على 11 جثة في قارب موات وأنقذت 33 آخرين، أحدهم توفي بعد نقله إلى المستشفى، علاوة احتساب 11 آخرين في عداد المفقودين بعد خروجهم من شرق ساحل الناظور. ووفق وسائل الإعلام الإسبانية، خرج القارب يوم الثلاثاء الماضي من ساحل رأس الماء من الناظور وعلى متنه 55 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم نساء. بدورها، أكدت منظمة الصليب الأحمر المعطيات ذاتها، مشيرة إلى أنه من بين القتلى الذين نقلوا إلى ميناء ألميرية، هناك 10 رجال وامرأتان، إحداهما كانت حاملا. غير أنها أشارت إلى أن عدد المفقودين بلغ 12 مهاجرا. كما تمكنت مصالح الإنقاذ الإسبانية، كذلك، من إنقاذ يوم أول أمس الخميس 57 مهاجرا، من بينهم 10 نساء و3 أطفال، والعثور على جثة على متن قارب على مستوى بحر البوران، قبل أن يتم نقل الجميع إلى ميناء ألميرية. كما سُجل وصول 39 مهاجرا سريا، من بينهم 30 امرأة و9 قصر، يوم أول أمس الخميس، إلى الجزر الجعفرية المحتلة. على صعيد متصل، كشف تقرير جديد للمنظمة الدولية للهجرة تسجيل ما بين يناير الماضي و20 من الشهر الجاري، 745 قتيلا ومفقودا بين المهاجرين السريين في مياه غرب البحر الأبيض المتوسط في طريقهم إلى إسبانيا. هذا دون إحصاء القتلى الذين عثرت عليهم مصالح الإنقاذ المغربية والإسبانية منذ يوم الثلاثاء الماضي داخل قوارب تقليدية. ويشير التقرير ذاته إلى أن عدد القتلى والمفقودين في الطريق الغربية ارتفع ب243 في المائة مقارنة مع سنة 2017 التي سجلت 224 ضحية فقط. وأضاف أن شهري أكتوبر ونونبر المنصرمين سجلا أكبر عدد من القتلى والمفقودين ب144 و114 ضحية على التوالي. 6 بعد شهور من الهدنة، عاد المهاجرون السريون القادمون من إفريقيا جنوب الصحراء، إلى محاولة اقتحام السياجات الحدودية لمدينة سبة المحتلة. إذ منع الأمن المغربي صباح يوم أول أمس الخميس 200 مهاجر إفريقي من اقتحام السياج بعد أن كانت آخر محاولة سجلت في 22 غشت الماضي، عندما تمكن 116 مهاجرا من دخول الثغر المحتل، قبل أن يسلموا إلى المغرب في إطار ما يعرف بقانون الإعادة الفورية، حسب ما أوردته وكالة الأنباء أوروبا بريس. المصدر ذاته أكد تسجيل استعمال المهاجرين السريين الجزائريين جوازات سفر مغربية منذ غشت الماضي لدخول سبتة عبر المعبر الرئيس “تاراخال”. هكذا بلغ عدد الواصلين إلى سبتة انطلاقا من الداخل المغربي 1923 مهاجرا منذ يناير الماضي.