مراكش “ضربة موجعة، وفي لحظة غير متوقعة” تلك التي تلقاها المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، في دورته الجديدة، التي تعقد بعد توقف سنة من أجل إعادة ترتيب الأوراق، وإصلاح ما تعطل، خوفا من توقف مسيرة التميز. وألغي حفل تكريم الممثلة الأمريكية “روبن رايت”، التي تؤدي أحد أدوار بطولة فيلم “المرأة الخارقة”، بعدما تقدمت باعتذار رسمي عن عدم حضورها الدورة السابعة عشر من المهرجان، وهو الأمر الذي لم يعلن إلا، أول أمس الاثنين، إذ كان يفترض أن تسلم ليلته الممثلة الأمريكية النجمة الذهبية للمهرجان. وحسب منظمي المهرجان، في بلاغ صدر عنهم، يوم الاثنين الماضي، فإن نجمة مسلسل “House of Cards”؛ “بيت البطاقات”، بعثت برسالة إلى إدارة المهرجان تعتذر فيها عن عدم حضورها حفل تكريمها، نظرا إلى "التزاماتها المهنية في اللحظة الأخيرة”! وهو ما أعلنه مقدما، ومنشطا سهرة المساء السينمائية في قاعة الوزراء داخل قصر المؤتمرات، بعد إغلاق السجاد الأحمر، الذي عبره، ليلة الاثنين الماضي، فنانون مغاربة، وأجانب، أقل عددا من الأيام السابقة. صحيح أن اعتذار ممثلة أجنبية عن التكريم ضربة قاسية، وإساءة لوجه المهرجان، الذي يقدم نفسه كأحد أبرز المحافل السينمائية الدولية، خصوصا في المنطقة العربية، لكن غيابها كان شيئا لطيفا، إذ عجل بعرض واحد من أجمل الأفلام الحديثة، بالنسبة إلى كثيرين من الذين يحرصون على متابعة أجود الأفلام، التي وصل صداها إلى مختلف أرجاء العالم، ومنها الفيلم المكسيكي “روما”. وفيلم “روما” حصد جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي للعام الجاري، وهو من إخراج “ألفونسو كوارون”، الحائز على سبع جوائز أوسكار. ويعتبر غياب “روبن رايت” درسا على منظمي مهرجان مراكش استيعابه، وتعلم وضع مخططات بديلة تحفظ ماء الوجه، وقواعد لا تجعل الآخر يراه أقل، حين يضطر إلى المفاضلة بين عمل جاء في آخر لحظة، ونجمة مراكش الذهبية.. فشكرا “روبن رايت” لأنك غبت، وحضرت مكانك، باكرا، السينما بكل جمالها في “روما”، هذا الفيلم الروائي، الذي وقعه مخرج مكسيكي مبدع، وأدت دوريه البطوليين بتميز فريد كل من الممثلة “ياليتزا أباريسيو”، والممثلة “مارينا دي تافيرا”.