– تكريم أنييس فاردا بحضور مجموعة من نجوم السينما الفرنسية والعالمية تتابع لجنة تحكيم الدورة ال17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومعها النقاد والصحافيون المهتمون بالفن السابع، مشاهدة عروض أفلام المسابقة الرسمية، وهي أفلام شابة تخرج في الكثير من الأحيان عن المألوف ومن الطرق المعبدة لتتبنى تعبيرات وطرق غير مسبوقة في الوسائل التي يعتمدها الخطاب السينمائي عادة ، أفلام لم نستطع التواصل معها نسبيا على اعتبارها تشكل قطيعة مع الكثير من مفاهيم السينما كما هو متعارف عليها، الجميع يتابع مشاهدة هذه الأفلام بانتظار حصول المفاجأة التي للشباب القدرة على تفجيرها، وتتميز الافلام التي تابعناها لحد الساعة، وهي في الأغلب أفلام أولى أو ثانية لمخرجيها، بجرأة في طرح وتناول قضايا اجتماعية أو سياسية، لكن متعة المشاهدة السينمائية تغيب عن بعضها، سينما جديدة تطرح أسئلة، وتدعو للتفكير، لكنها مازالت لم تتمكن من خطاب سينمائي مكتمل العناصر.وحسب جيمس غراي، رئيس لجنة التحكيم، إن ما يجعل الفيلم جيدا هو أن يكون صادقا مع نفسه، ومخلصا، وساعيا إلى حقيقته الخاصة.ويضيف غراي أنه من المستحيل أن يعزل الإنسان نفسه عن تجربته، لأنه في كل فيلم تكون عند المشاهد أحكام مسبقة.الأحكام المسبقة في السينما، هي التي تملي علينا ما نراه جيدا، موضحا أن “هذا سبب اجتماع اللجنة التي يرى كل واحد فيها الفيلم بخصوصياته، وحمولته، ورؤيته، وأن كل مشاهد يعيش تجربة بذوقه الخاص مع الفيلم”.وتتكون لجنة التحكيم هذه الدورة من المخرج الأمريكي جيمس غراي، رئيسا وكل من الممثلة الهندية إليانا دوكروز، والمخرجة المغربية تالا حديد، والمخرجة والفنانة التشكيلية اللبنانية جوانا حاجي توما، والممثلة الأمريكية داكوتا جونسون، والمخرجة البريطانية لين رامسي، بالإضافة إلى الممثل الألماني دانييل بروهل، والمخرج الفرنسي لوران كانتي، والمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو. تكريم أنييس فاردا كرمت الدورة ال17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الأحد، السينمائية الفرنسية، أنييس فاردا، البالغة من العمر 89 عاما، أحد الوجوه البارزة في حلقة مخرجي “الموجة الفرنسية الجديدة” في ستينيات القرن الماضي، ومن الأفلام التي أخرجتها "كليو" و"السعادة" و"مخلوقات".وتعرف أنييس فاردا كناشطة سياسية ومدافعة عن قضايا حرية المرأة والشعوب المستعمرة منحازة إلى المهمشين، حيث عبرت في مجمل أفلامها عن أشواق هذه الشرائح الإنسانية التمسك بالحياة رغم الكراهية والموت ولحظات القلق والحيرة والتوتر. وقد تسلمت المخرجة الكبيرة، نجمة المهرجان الذهبية، خلال حفل رسمي أقيم بقصر المؤتمرات، بحضور مجموعة من نجوم السينما وشخصيات لامعة. وبالإضافة إلى الإشادة البالغة والترحيب المؤثر عند دخولها إلى المسرح وأثناء تسلمها النجمة الذهبية، تسلمت أنييس فاردا، التي بصمت على أعمال فنية استثنائية، الجائزة الثمينة من أيدي أبنائها، روزالي فاردا وماثيو ديمي، فضلا عن الفنان المصور جون روني، الذي شاركت معه في إخراج فيلم “وجوه وقرى”. كما انضم المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، ومستشارة رئيس مؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم، ميليتا توسكان دو بلانتيي، إلى أيقونة السينما الفرنسية على المسرح، وسط التصفيقات الحارة للجمهور. وتميزت هذه الأمسية بكلمات الشكر المؤثرة التي قالها تييري فريمو، المندوب العام لمهرجان “كان” السينمائي ومدير معهد “لوميير ليون”، والممثلة كيارا ماستروياني، ابنة مارتشيلو ماستروياني في حق أنييس فاردا التي تعتبر “رائدة” السينما الفرنسية، التي قدمت للعالم عملا سينمائيا رائعا. وقال فريمو “لقد تشرفنا بأفلام أنييس فاردا، بكلماتها وبحضورها”، مشيرا إلى أن هذا التكريم المستحق وهذه النجمة الذهبية التي سلمها مهرجان مراكش الدولي للفيلم للسيدة فاردا هما “فرصة لنقول ما ندين لها به، ومدى إعجابنا بها، ومدى حبنا لها، وكم نشكرها”. كما شكر كل من فريمو وكيارا ماستروياني أنييس فاردا التي اخترعت سينما خاصة بها، وجعلت منها فرصة لإعادة اختراع السينما، في حين أنها لم تكن تعرف ما هو الفن السابع، مضيفين أن هذا ما يجعل منها مخرجة “فريدة من نوعها”. وذكرا بأن فاردا هي واحدة من هؤلاء النساء اللواتي امتهن مهنة الرجال ولم يتوقفن عن العمل لجعله عملا نسائيا، مشيرين أيضا إلى أنها واحدة من هؤلاء النساء اللواتي يعرفن ” تشجيع الآخرين، ومدح الشباب وتحديد الوقت المناسب للأمور الحاسمة التي تغير المستقبل”. وبرأيهما، فإن أنييس فاردا هي سينمائية متطلبة، أبدعت، باستخدام كاميرا صغيرة، كل هذه “المعجزات” التي تعد “أعمالا عظيمة”. وقالت أنييس فاردا التي أخذت الكلمة، إنها “تأثرت بشدة” بالترحيب الحار الذي خصص لها، وأعربت عن “شكرها العميق” لجلالة الملك محمد السادس، ولصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ومؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. كما قالت إنها تشعر بأنها “صغيرة جدا إلى جانب بعض الفنانين الحاضرين والمواهب البارزة، الذين أحبهم ومعجبة بهم”. وأضافت “نحن جميعا، كسينمائيين، نعمل على دفع خيالنا، وعملنا، وفننا السابع، قدر الإمكان، ليصل إلى أبعد حدود”، مشيرة إلى أنه مهما كانت الصعاب، “فنحن جميعا، نريد أن نصل إلى الجمهور، ونفاجئهم، ونجعلهم يضحكون”. وأصرت، في هذا الصدد، على الدفاع عن “قيم حب الآخر، ومعرفة الآخر، ومن ثم المشاركة، وهو ما أؤمن به”. وتخلل هذا الاحتفال أيضا عرض مقتطفات من أشهر أفلام هذه المخرجة الموهوبة التي تتمتع بصيت وشهرة عالميين، مثل “كليو من 5 إلى 7″ ، و”لي غلانور إي لي غلانوز”، و”شواطئ أنييس” و” وجوه وقرى “. و لدت أنييس فاردا في 30 ماي سنة 1928 في إكسيل في بلجيكا، وهي مخرجة، وكاتبة سيناريو، وممثلة، ومصورة، وفنانة تشكيلية. وتحظى أنييس فاردا، الشخصية البارزة في الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، والبارعة في عالم الموسيقى، باعتراف دولي كبير (جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، والسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وأوسكار الشرف، وغيرها). ويعد فيلمها الأخير “وجوه وقرى”، الذي أخرجته بتعاون مع الفنان الشاب جون روني الملقب ب “جيه آر” والمرشح لجائزة الأوسكار 2018، دليلا جديدا على حرية وإبداع هذه الفنانة الاستثنائية. أنييس فاردا هي أيضا مصورة. فقد كانت، في الخمسينيات، مصورة لمهرجان أفينيون، كما أنها مؤلفة تقارير في الصين وكوبا والبرتغال وألمانيا وعدة مجموعات من الصور الشخصية. وفي عام 2003، في بينالي البندقية للفنون، بدأت حياتها في “الفن البصري”، والفيديو والصور فوتوغرافية. روبن رايت تعتذر عن الحضور بينما كانت الدورة ال 17 تتهيأ لتكريمها، قررت الممثلة الأمريكية روبن رايت عدم حضور فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، مؤكدة أن “التزامات مهنية باغتتها في اللحظات الأخيرة” هي التي حالت دون حضورها.وبحسب توضيح صادر عن إدارة المهرجان، فإن نجمة مسلسل "House of Cards" قد بررت أسباب غيابها في رسالة بعثت بها إلى المنظمين الذين سيحتفظون بها، يضيف البيان.وقالت رايت في رسالتها: “لقد تأثرت كثيرا بهذا التكريم في مراكش، وكنت حريصة على اكتشاف المدينة، وتلبية رغبات الجمهور ومحبي السينما في المغرب. لكن الالتزامات المهنية الملحة وغير المتوقعة تماما، جعلت ذلك مستحيلا، وشكرا لكم جميعا”.ويشهد المهرجان خلال دورته 17 حضورا لافتا لعدد كبير من نجوم الفن السابع، وإقبالا من طرف طلبة مدارس ومعاهد السينما، وتستعد الدورة لتكريم المخرج المغربي الجيلالي فرحاتي.