هاجم قياديون في حزب التجمع الوطني للأحرار حزب العدالة والتنمية، واتهموه بابتزاز الدولة للبقاء في السلطة منذ اندلاع الربيع العربي سنة 2011، وإلى يومنا هذا. وفي هذا الصدد، قالت قيادة الأحرار في ردها على محمد أمكراز، الذي شن هجوما على عزيز أخنوش مؤخرا: “نحن لا نقبل الدروس من أحد، لقد قمنا خلال عشر سنوات بتغيير أربعة رؤساء للحزب، ونتحدى الأحزاب أن تقوم بهذا، قمنا بانتخابات ديمقراطية ولَم يحدث بيننا انشقاق”. ودافع قياديو الأحرار في ندوة نظمتها الشبيبة التجمعية بالبيضاء، أول أمس السبت، حول “مقاربة تجديد النخب في النموذج التنموي الجديد” عن حق أخنوش في التدبير السياسي، الذي ظل حصريا على بروفايلات تنتمي إلى عالم السياسية قادمة من الجامعة، في الوقت الذي تم فيه إقصاء نخب وفعاليات اقتصادية وكانت التعيينات الملكية تنصفها”. في السياق ذاته، قال مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي للأحرار في رد على أمكراز: “نقول لمن يريد إعطاءنا الدروس نحن لا نبتز الوطن، وأولئك الذين ابتزوه سنة 2011 وصلوا إلى السلطة”. وهاجم بايتاس البيجيدي بقوله: “يمارسون الابتزاز بشكل يومي لكي يظلوا في السلطة، ونحن لا نرتبط بأي توجه خارجي”. من جهته، أكد الطالبي العلمي، القيادي في حزب الحمامة، ووزير الشباب والرياضة في حكومة العثماني، أن الهجوم على عزيز أخنوش زعيم التجمعيين، هو هجوم على الأشخاص وليس على الأفكار، ورد بدوره على التصريحات النارية لأمكراز قائلا: “ما أقوله لهذا الشاب الطموح الله يهديه والله يعفو عليه، نحن مستعدون للتناظر ولن نسمح لهم بالهيمنة على الساحة السياسية”. وأوضح الوزير التجمعي، “أن التجمع الوطني للأحرار لم تقتله السلطة مقارنة مع الأحزاب الأخرى التي مارستها وقتلتها، فحزبنا مارس السلطة، لكنه لازال حيّا”، وهو السر الذي قال “إنه يكمن في أن الأحرار يجدد نخبه بشكل سلس وتلقائي”. وفي الوقت الذي دعا فيه العلمي وهو يتحدث عن مفهوم تجديد النخب إلى التداول على الشأن العام بدل تغيير النخب وتجديدها، فإنه اعترف أن ما يعيشه المغرب من احتجاجات، هو بسبب أن المواطن المغربي لم يعد يقبل تأجيل التنمية. وتابع العلمي كلامه قائلا إن: “الحديث عن الأعيان وتغيير النخب هو مناقشة أشخاص وليس مناقشة القضايا، وهو أمر عنصري”، داعيا إلى “التداول على تدبير الشأن العام بدل تغيير النخب”. ودعا القيادي التجمعي الملك إلى إعادة إنتاج النموذج التنموي الذي ينبغي المحافظة عليه بدل تغييره، قائلا: “ينبغي أن يُهتم بتوفير الخدمات الاجتماعية للمغاربة، وهذا يتطلب تفكيرا جيدا وقدرة على معرفة ما يجري في العالم من تغيرات سياسية لأن الكل أصبح يطالب بالحماية الاجتماعية والاقتصادية”. ورفض الطالبي العلمي تجديد النخب لأنها فكرة عنصرية، ذلك لأن جميع المواطنين سواسية أمام القانون، وشرعية التمثيل مفتوحة في وجه الجميع، وفي هذا قال العلمي: “شحال من واحد مقاريش وَقاد الشأن العام، المهم هو التجربة والتأطير”. وعاد مصطفى بيتاس، في ندوة الشبيبة التجمعية وهو يتحدث عن مقاربة تجديد النخب في النموذج التنموي الجديد، إلى الدفاع عن حق رجل الأعمال، عزيز أخنوش، في ممارسة العمل السياسي وقيادة الحكومة في 2021، إذ إن مثل هذه الطاقات الاقتصادية أنها “ظلت مغيبة عن الفعل السياسي، واهتمت بالربح ولَم تظن أنه كان عليها المشاركة في الحياة السياسية”. وشدد بيتاس “أن حرمان فئات قادمة من عالم المقاولات والاقتصاد من حقها في ممارسة العمل السياسي يتسبب في تشنج المجتمع”، مضيفا أن “الإشكال يكمن في النخب التي أشرفت على النموذج التنموي، والتي يحب تغييرها لتحقيق الازدهار والرفاهية، لأنها هي التي ستدافع عن قيم المغاربة”. وتابع بيتاس أن “المغرب لا تعوزه الأفكار والاستراتيجيات والمقاربات، وإنما عمق الإشكال الْيَوم، هو أن هناك إجماعا على عدم تغييب قوى سياسية، والفاعل الاقتصادي مدعو بقوة إلى الانخراط في الحياة السياسية لكي يشكل مصالحة بين الفاعلين السياسيين والمجتمع”. ليخلص بيتاس، إلى أن “هناك من يضايقه توجه حزبنا، فالمفروض في مجتمع سياسي متنوع أن يقوي هذه الفكرة، لكن الذي وقع هو أن حزب الأحرار هو الوحيد الذي اشتغل على هذا الورش وأتى بمسار الثقة، وكنا ننتظر الفاعلين مناقشة هذه المساهمة إلا أنهم رفضوا ذلك”.