قياديون بارزون وأزيد من 250 منتخبا “كبيرا” من حزب الأصالة والمعاصرة، قاطعوا اللقاء التواصلي الذي ترأسه الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، أول أمس الأربعاء، بأحد فنادق مراكش، وهو اللقاء الذي كان مخصصا للتداول في قضايا تنظيمية وأخرى تتعلق بتدبير الحكامة الترابية مع رؤساء مجالس الجماعات الترابية من مختلف الجهات المنتمين ل”البام”، تزامنا مع مشاركتهم في القمة الثامنة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”. أبرز المقاطعين للقاء هي رئيسة المجلس الوطني للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، التي لا تكاد علاقاتها تستقر مع بنشماس حتى تتوتر مجددا، فقد سبق وأن عقدت معه تحالفا ضمّ، أيضا، قريبه، الأمين العام السابق للحزب، إلياس العماري، في المعركة التي خاضوها، في نهاية سنة 2011، للإطاحة بالقيادي السابق بالحزب، حميد نرجس، ليستمر “شهر العسل” بينهما طويلا، قبل أن تتصدع علاقاتهما وتخرج خلافاتهما إلى العلن، ليبلغ الاصطدام بينهما مداه، حين طالبت، خلال اجتماع للمكتب السياسي، بأن يقدم بعض القياديين توضيحات للحزب والرأي العام الوطني بخصوص مصدر ثرائهم السريع والفاحش، خاصة بعد الجدل الذي أثاره امتلاك بنشماش لفيلا فاخرة بالرباط قدّرت مصادر متطابقة قيمتها المالية بما لا يقل عن مليار ونصف المليار سنتيم. وتحدثت مصادر مقربة من العمدة المراكشية بأنها لم تجد بُدّا من العمل بالقاعدة الفقهية المأثورة المتعلقة ب”إزالة الضرر الأشد بارتكاب الضرر الأخف”، وهي تختار بين العماري وبنشماش لمنصب الأمين العام للحزب، لتضطر إلى دعم هذا الأخير، قبل أن يحتد الخلاف بينهما مجددا، وترفع، مرة أخرى، سلاح “المقاطعة” في وجه بنشماش كما فعلت مع إلياس، الذي كانت تقاطع الأنشطة التنظيمية التي يترأسها، احتجاجا ضد ما اعتبرته “تطاولا منه على اختصاصاتها، وهيمنته على قرارات الحزب وكل مفاصل القرار فيه، وضربه عرض الحائط بكل ما تقرّره مؤسساته وهياكله”. الرؤساء الخمس للجهات، المنتمون للحزب، بمن فيهم أحمد اخشيشن، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت، تخلفوا بدورهم عن حضور اللقاء، الذي يعتبر الثاني من نوعه الذي يترأسه بنشماش بمراكش، في أقل من شهرين، بعد لقاء سابق عقده مع برلمانيي الحزب وقيادييه بالجهة، وأطلق من خلاله حملته الانتخابية للعودة لرئاسة الغرفة الثانية. وفيما أوضحت التغطية الإعلامية للقاء، المنشورة بالموقع الإلكتروني الرسمي للحزب، بأن الاجتماع حضره 230 من رؤساء الجماعات الترابية المنتمين للهيئة السياسية نفسها، أكدت مصادر متطابقة ل”أخبار اليوم” بأن الحضور كان “باهتا”، موضحة بأن اللقاء قاطعه أكثر من 250 مدعوا من رؤساء المجالس الجماعية والغرف المهنية ورؤساء المجالس الجهوية ونوابهم. وأشارت المصادر نفسها إلى أن 13 رئيسا لجماعات ترابية بإقليم الحوز، بضواحي مراكش، لوحده أعلنوا مقاطعتهم الجماعية للقاء، معللين قرارهم بما اعتبروه “تهميشا يتعرض له، سواء على المستوى السياسي أو الحزبي أو على المستوى التنموي، خاصة في ظل عدم تجاوب مجلس الجهة مع مطالبهم بتمويل بعض المشاريع التنموية بجماعاتهم”. هذا، وقد اتصلت الجريدة، صباح أمس، بالعديد من القياديين الوطنيين والجهويين للحزب، بينهم رئيسة مجلسه الوطني، وأعضاء بمجلسه الوطني، للتعليق على الأجواء التي مرّ فيها اللقاء، غير أنهم لم يردوا على اتصالاتنا الهاتفية المتكررة.