تتزايد حاجة مستخدمي الأنترنيت -سواء كانوا أشخاصا ذاتيين أو مقاولات أو مؤسسات أخرى- بشكل مستمر للحصول على ربط أسرع وأكثر أمانا بالشبكة، الأمر الذي يدفع الفاعلين في هذا القطاع إلى البحث عن استخدام آخر التكنولوجيات في الميدان مثل الألياف البصرية والأجيال الجديدة من الأنترنيت النقال لاسيما ال4G، ال5G. الألياف البصرية تتمدد لأنترنيت أسرع وعلى الصعيد الوطني، تتطور هذه التقنيات بوتيرة مرتفعة جدا، حيث أصبح فاعل الاتصالات “إنوي”، مثلا، مرجعا في سوق الألياف البصرية، بتوفيره شبكة من الألياف البصرية يمتد طولها ليتجاوز 10 آلاف كيلومتر، تربط أكثر من 12 ألف منزل بالأنترنيت، فيما يطمح إلى تخصيص استثمارات أخرى مهمة في هذا القطاع، خلال السنوات المقبلة. الفاعل ذاته تمكن مؤخرا من إنجاز الربط بين 80 مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي بالألياف البصرية، وذلك في إطار مشروع “الشبكة الجامعية الوطنية ذات الصبيب العالي جدا” “MARWAN”، حيث يمثل هذا الأخير مرجعا حقيقيا على الصعيد الإفريقي بتوفيره للمؤسسات المعنية صبيبا عاليا يتراوح بين 100 ميغابايت و5 جيغا بايت بالثانية. كما تمكن “إنوي” من حيازة ثقة البنك الشعبي المركزي، ليتمكن من القيام وفي وقت قياسي بالربط بين أكثر من 1000 وكالة بالألياف البصرية والتكنولوجيات المتقدمة جدا والتي تمكن من التبادل السريع، والآمن، والمسترسل للبيانات والاتصالات المهنية. “أنترنيت للجميع” لدمقرطة الولوج إلى الشبكة حسب مسؤولي “إنوي” فإن المشاريع التي يقودها الفاعل الاتصالاتي تندرج جميعها في إطار استراتيجية تقوم على مبدأ: “الأنترنيت للجميع”، حيث تؤكد فدوى العروسي، مديرة مصلحة الأداء والتخطيط لدى “إنوي” أن كل هذه التحركات والمشاريع “تروم تمكين أكبر عدد ممكن من المغاربة، سواء كانوا خواص أومهنيين، من تبني التكنولوجيا في كل مناحي الحياة اليومية لتحقيق مستويات أفضل من التواصل والتعلم والترفيه والتبادل”. من جهة أخرى، تحظى تكنولوجيا ال”ADSL” باهتمام خاص، حيث تشير المعطيات إلى أن أكثر من نصف الأسر المغربية (3 ملايين أسرة) تتوفر على ربط بالأسلاك النحاسية، في وقت لا يتجاوز عدد المستفيدين من هذه الخدمات مليون أسرة، في حين تؤكد “إنوي” مواصلتها لجهودها لدمقرطة الولوج إلى الأنترنيت ذي الصبيب العالي من خلال اقتراح حلول بديلة لطرق الربط التقليدية بالبيوت. تكنولوجيات حديثة لربط شامل وفضلا عن التكنولوجيات السلكية، يولي “إنوي” اهتماما كبيرا للتكنولوجيات القائمة على تقنيات الراديو لجعل الحلول المقترحة للربط بالإنترنيت في متناول أكبر عدد ممكن من المستخدمين، حيث تم الإعلان أنه مع نهاية 2018 سيكون متوفرا على شبكة “Full4G”. وهذا يعني أن كل واحد من لواقط الفاعل الرقمي سيمكن من الوصول إلى خدمات الإنترنيت النقال ذي الصبيب العالي، وبالتالي تغطية 94 بالمائة من ساكنة المغرب. وكان الفاعل ذاته قد حقق اختراقا هاما في قطاع الاتصالات بالمغرب، حيث أصبح أول فاعل وطني في تحقيق الربط بتقنية ال4.5G بالمغرب، بصبيب أكثر من 1 جيغابايت في الثانية، مما يعادل صبيب الألياف البصرية. أما في المناطق المعزولة والتي لاتصلها التغطية بطرق الربط الكلاسيكية، فيقترح “إنوي” عروضا للربط عبر الأقمار الاصطناعية “Vsat”. وهذه تكنولوجيا من الجيل الأخير تتميز بنسبة عالية من الجاهزية ومقاومة كبيرة للظروف المناخية الأكثر قسوة. إذ بمساعدة لاقط هوائي مقعر (antenne parabolique)، يصبح لدى الزبون ربط يمكنه من الولوج إلى الإنترنيت، وخدمات الهاتف الثابت، وبالتالي الربط بين المواقع المتباعدة عندما يتعلق الأمر بمقاولة مثلا. يشار إلى أن الفاعل الاتصالاتي كان قد جرى تصنيفه كأفضل مزود بخدمة الإنترنيت النقال في 2017 و2018 بالمغرب، حسب تصنيف مؤسسة “nPerf”، وهي منصة مستقلة لقياس جودة الربط بالإنترنيت في العالم.