اختِير الكاتب والباحث المغربي إبراهيم الحجري ضمن اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية، بحسب ما أعلنته هذه الأخيرة أول أمس. إذ جاء هذا الترشيح بفضل كتابه النقدي الموسوم ب”الخطاب والمعرفة: الرحلة من منظور السرديات الأنثروبولوجية”، الذي صدر ضمن منشورات المركز الثقافي العربي سنة 2016. وتسعى أطروحة الكتاب إلى الانفتاح على مفاهيم الأنثروبولوجيا، خاصة ما يسمح منها بالانتقال من الرؤية السردية إلى التصور والتمثلات، ومن الشخصية إلى الإنسان، ومن الفضاء إلى المعمار. إذ يقدم الكتاب عناصر مفهومية، هي بمثابة تجسير بين المقاربات النقدية الكلاسيكية والممارسات النقدية الجديدة، الأنغلوساكسونية بالخصوص. بمعنى آخر، لا يقتصر الكتاب على البحث في تقنيات السرد، بل يجعله موضوعها للعلم والمعرفة، كما يوضح الكاتب والناقد سعيد يقطين، في المقدمة التي كتبها لهذا العمل. ويضيف الكاتب والناقد سعيد يقطين إن خصوصية كتاب “الخطاب والمعرفة” لإبراهيم الحجري تكمن “في أنه حاول مقاربة هذا الخطاب الرحلي العربي بالانطلاق من كونه أولا خطابا سرديا. لذلك التمس السرديات، باعتبارها علما للسرد، فسعى إلى البحث، أساسا، في تحديد “سردية” هذا الخطاب. فتوقف على جوانب تتصل بالشخصية، وصيغ الحكي، والتبئير، والفضاء.” ويضيف يقطين أنه “بعد تناوله لهذه الجوانب المتصلة بالرحلة، عمل على توسيعها في الباب الثاني الذي كرسه للرؤية التي تحكم صاحب الرحلة لمعرفة كيفية اشتغال نسق التفكير والقيم لديه، فاتحا، بذلك، مجال البحث على الأبعاد الأنثروبولوجية للمتن الرحلي”. تجدر الإشارة إلى أن إبراهيم الحجري كاتب روائي وناقد مغربي من مواليد الجديدة سنة 1972. حصل على شهادة الباكالوريا بالجديدة سنة 1991، وعلى دبلوم الدراسات الجامعية من جامعة أبي شعيب الدكالي بمدينة الجديدة سنة 1993، وعلى الإجازة في اللغة العربية من جامعة أبي شعيب الدكالي سنة 1995. كما حصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة من جامعة محمد الخامس بمدينة الرباط سنة 2007، وعلى الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من الجامعة نفسها سنة 2013. وقد ترشح مرتين للائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في الدراسات النقدية عامي 2013 و2015. وله العديد من المؤلفات في الإبداع والنقد منها: “صابون تازة”، “البوح العاري”، “العفاريت”، “رجل متعدد الوجوه”، “فصوص الهوى”، “أبواب موصدة”، “أسارير الوجع العشيق”، “استثناء”، “قفل فرنسا 1880″، “النص السردي الأندلسي”، “المفهومية في التشكيل العربي”، “الشعر والمعنى”، القصة العربية الجديدة” “المتخيل الروائي العربي”، “قضايا سردية في التراث العربي”، إلخ. كما توج الحجري بالعديد من الجوائز منها: جائزة الوديع الأسفي في الشعر، جائزة دبي في الرواية، جائزة بدايات في القصة، جائزة الشارقة للنقد التشكيلي، جائزة الطيب صالح في النقد الأدبي، جائزة الأدب المكتبي (الشارقة)، جائزة الألوكة للقيم (السعودية)، جائزة كتارا للرواية العربية عن فئة الدراسات. ويشار، كذلك، إلى أن اللائحة الطويلة تضمنت ثمانية كتب مرشحة أخرى. يتعلق الأمر بكتاب “الخطاب ثلاثي الأبعاد دراسات في الأدب العربي المعاصر” للباحثة سمر الديوب، وكتاب “النظرية السيميائية من العلامة إلى الخطاب” للباحث أحمد يوسف، وكتاب “صناعة النقود بإفريقية خلال العهد الزيري: معطيات جديدة من خلال دراسة كنزين محفوظين بالمتحف الوطني للفن الإسلامي برقادة” للباحث محمد الغضبان، وكتاب “النقد الحضاري للخطاب: تحولات السؤال النقدي من المقتضى اللغوي إلى الرهان الحضاري” للناقد عبدالفتاح أحمد يوسف، وكتاب “الشعر العربي الحديث: قصيدة النثر” للباحث اللبناني شربل داغر، وكتاب “أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة” للباحث المصري محمد شعير، وكتاب “الخطاب النقدي التراث والتأويل” للباحث محمد عبدالباسط، وكتاب “كتابة القتل في الأدب العربي القديم” للباحثة التونسية آمنة الرميلي الوسلاتي.