فجرت مذكرات جديدة لأكاديميات جهوية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي عضب النقابات، والمدافعين عن اللغة العربية، بسبب سعيها إلى تعميم الباكالوريا الدولية في جميع الأقسام التأهيلية، وتعميم التناوب اللغوي في المواد العلمية لتلاميذ السنتين الخامسة، والسادسة ابتدائي. وقال فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، في تصريح ل”اليوم 24″، اليوم الأحد، إن المذكرات الأخيرة “تندرج فيما وصفه بالسباق المحموم بين مديري الأكاديميات الجهوية، لتوسيع نموذج خيار الفرنسية، لمحاولة فرض الأمر الواقع، من خلال فرض الفرنسية لغة أولى للتدريس، عن طريق فرنسة المواد العلمية، والتقنية داخل المدرسة المغربية، ووقف مسار التعريب”. واعتبر بوعلي أن هذا المسار دافعت عنه الحكومة، والوزارة، وقال: “كنا نقول إن القانون الإطار يحمل في طياته الخطر الحقيقي، وهو فرض اللغة الفرنسية، وجعل المدرسة المغربية ملحقة”، وأضاف أن النقابات، والفاعلين المدنيين مطالبون بمواجهة هذا الخيار “لأن الغاية ليس فقط فيما يسمى بالتناوب اللغوي، ولكن الهدف هو فرض اللغة الفرنسية للتدريس فقط”. وفي السياق ذاته، عبرت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، من خلال بلاغ لها، أصدرته نهاية الأسبوع الجاري، عن “رفضها، واستغرابها هرولة الوزارة لفرنسة التعليم، والتمكين بالفرنسية على حساب اللغات الرسمية الوطنية، بالإضافة إلى إصدار مذكرات جهوية، في جهتي الرباط وسوس، لتعميم خيار الفرنسية، بعد بداية الموسم الدراسي، مما زاد من إرباك الدخول المدرسي المرتبك أصلا”. وعبرت النقابة، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عن “رفضها المساس بهوية المغاربة، أو حقوقهم، وحرياتهم في محاولة للقفز على مفهوم الشراكة الحقيقية بين مكونات المجتمع، التي تساعد على استقراره، وحفظ أمنه”. يذكر أن أكاديميتي جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وسوس – ماسة، وجهتا، خلال الأسبوع الجاري، مذكرة للمديرين الإقليميين، والمفتشين التربويين، ومديري المؤسسات التعليمية، والأساتذة، من أجل تعميم المسالك الدولية للباكالوريا المغربية بجميع أقسام الجذوع المشتركة بالتعليم التأهيلي، وتعميم تدريس المسالك الدولية بجميع أقسام السنة الأولى إعدادي. وتنص المذكرة كذلك على تعميم التناوب اللغوي بأقسام السنتين الخامسة والسادسة ابتدائي في مادتي الرياضيات، والنشاط العلمي، واعتماد أسلوب التناوب اللغوي من السنة الأولى إلى السنة الرابعة “في حدود الممكن”.