وصل مسؤولون اتراك وسعوديون، اليوم الاثنين، إلى مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، ضمن فريق العمل المشترك المعني بالكشف عن ملابسات اختفاء الصحفي جمال خاشقجي. ووصل المسؤولون عبر عدد من السيارات الدبلوماسية والرسمية، أمام القنصلية الواقعة بحي “لفنت” التابع لمنطقة بشيكطاش بإسطنبول. ودخل الفريق السعودي مبنى القنصلية أولا ثم تبعه بعد حوالي ربع ساعة ىقريبا الفريق التركي على رأسه نائب المدعي العام. ومن المنتظر أن يتمخض عن المعاينة المشتركة بين الفريقين، الكشف عن ملابسات وحيثيات اختفاء الصحفي خاشقجي والتي يترقبها الجميع داخل وخارج تركيا. واختفت آثار الصحفي السعودي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه. وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرياض، بإثبات خروج خاشقجي من القنصلية، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية بعد. وأعلنت تركيا موافقتها على إنشاء لجنة تحقيق مشتركة، مطالبة السعودية بالتعاون معها في إطار هذه اللجنة، والسماح لها بتفتيش مقر القنصلية، الأمر الذي لم تستجب له الرياض لغاية اللحظة، رغم إعلانها موافقتها على ذلك. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن مسؤولين أتراكَ أبلغوا نظرائهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض. وبالتوازي، طالبت عدد من الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي بعد دخوله سفارة بلادها في إسطنبول، فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة أي تهديدات بعقوبات على خلفية هذه القضية. وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، لتتصدر “مانشيتات” الصحف ونشرات الأخبار العالمية، فضلا عن التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على كل المستويات. وكانت قناة “إن تي في” التركية المحلية قالت إن السلطات التركية ستفتش القنصلية السعودية في إسطنبول بعد ظهر الاثنين في إطار قضية الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى بعد مراجعته القنصلية قبل أسبوعين. ونقلت القناة عن مصدر في الخارجية التركية قوله إن المدعي العام التركي برفقة قوات الأمن سيدخلون إلى مقر القنصلية لتفتيشها بحضور فريق سعودي. ويأتي هذا الإعلان في تطور جديد بقضية خاشقجي، بعد ساعات من اتصال أجراه العاهل السعودي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة القضية. وفي وقت لاحق، قالت صحيفة يني شفق التركية إن “لقاء جمع مسؤولين أمنيين سعوديين ضمن فريق التحقيق بنظرائهم الأتراك في مديرية الأمنيات في إسطنبول”. وبحسب وكالة الأناضول، فإن المسؤولين السعوديين والأتراك التقوا للتحقيق في مصير خاشقجي، لافتة إلى أن “مجموعة العمل المشتركة التركية السعودية للتحقيق في القضية، بدأت عملها اليوم”. وذكرت أن مجموعة العمل المشتركة عقدت أولى اجتماعاتها، في مبنى مديرية أمن إسطنبول، بعد وصولها إليها في الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي لإسطنبول، واستمر الاجتماع لمدة ساعتين.