قال عبد الرحيم العلام، باحث في العلوم السياسية، إن على النيابة العامة أن تحقق في اتهامات الطالبي العلمي لPJD. كيف تفسر الهجوم الأخير لحزب التجمع الوطني للأحرار على حزب العدالة والتنمية على لسان القيادي والوزير رشيد الطالب العالمي في هذا التوقيت؟ الذي وقع يحيل إلى ضعف التواصل السياسي لدى قيادة التجمع الوطني للأحرار، بصرف النظر عن علاقته بحزب العدالة والتنمية، كما يحيل إلى ضعف التواصل السياسي في كلمة أخنوش أثناء اللقاء، والتي كانت ضعيفة شكلا ومضمونا، وجرى إخراج مباراة كرة القدم بطريقة فيها نوع من الدعاية السياسية المبالغ فيها (مباراة يجب أن يفوز فيها الرئيس)، وهذه الأمور أضحت متجاوزة. أما الموضوع المتعلق بهجوم الطالب العالمي على العدالة والتنمية، فيطرح مجموعة من الإشكالات. الإشكال الأول أنه جاء بعد أسابيع قليلة على الخطاب الملكي الذي دعا فيه الملك الأحزاب السياسية إلى التوقف عن الصراعات فيما بينها على الأقل بين أحزاب الحكومة، وهو الأمر الذي دعا إليه الملك بإلحاح في خطابه الأخير. الواضح هنا هو أن الطالب العالمي نسي هذه الدعوة لأنه تحدث بلسان حزب معارض وليس بلسان حزب في الأغلبية. المسألة الثانية في هذه النقطة أعتقد أن العثماني سيقدم شكوى للديوان الملكي في هذا الموضوع حتى يثبت أن هنالك أحزابا أخرى تعتمد أسلوب الصراع على رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي أخل بميثاق الأغلبية. والمفروض أن النيابة العامة اليوم أن تتحرك للتحقيق في موضوع يتهم فيه الرجل حزب رئيس الحكومة وهو حزب حليف له بكونه لديه مشروع تخريبي يخرب البلد. التصريحات يفترض أن تكون عليها أدلة تستدعي الاستماع للطالبي العالمي لتقديمها إلى النيابة العامة للتحقيق في الموضوع إن كان هنالك فعلا مشروع تخريبي، وهذا كلام كبير وخطير لأنه صادر عن وزير ربما مطلع على بعض المعطيات وليس عن شخص عاد. كلمة الطالب العالمي شملت هجوما على النموذج الاقتصادي التركي؛ لماذا في نظرك؟ فيما يتعلق بتصريحاته ضد تركيا، نحن نعلم أن حزب التجمع الوطني للأحرار عندما كان في حكومة عبد الإله بنكيران غداة تشكيل الحكومة الثانية، كان وزير الخارجية هو مزوار الذي انتفض لأن حميد شباط صرح بأمور تتعلق بموريتانيا، وجرى منع الحزب من المشاركة في التشكيل الحكومي بسبب تصريحات شباط الذي لم يكن وزيرا وإنما عضوا حزبيا فقط. ولكن اليوم هنالك وزير ومسؤول، المفروض أن يكون لديه واجب التحفظ وأن يراعي العلاقات الدبلوماسية مع الدول، وألا يخلط الصراعات الداخلية بين الفرقاء السياسيين بالعلاقات الخارجية. فتركيا اليوم دولة كبيرة والمغرب لديه علاقات جيدة مع البلد والتصريحات من هذه الطينة قد تخلق مشاكل. فالسفير التركي أكيد أنه يلتقط هذه التصريحات ومن الوارد أن يخلق نوعا من الأخذ والرد بين الدبلوماسية التركية ونظيرتها المغربية. فلو قام وزير تركي بما قام به الطالبي العالمي كان المغرب سينزعج من الأمر وسيطلب السفير التركي من أجل التوضيح. الوارد أن تركيا ستنزعج من هذه التصريحات. هل يمكن ربط هذه التصريحات بتحولات في موقف المغرب حيال قضايا إقليمية ودولية؟ التصريح غير محسوب ولا يمكن ربطه بموقف المغرب الرسمي، ومن الوارد جدا أن الديوان الملكي لن يروقه ما صرح به الطالبي العالمي، خاصة أنه جاء بعد أسابيع من الخطاب الملكي الذي لم يجف حبره بعد، طلب فيه الأحزاب السياسية التوقف عن الصراعات وكأن الأغلبية الحكومية فيها أغلبية وفيها معارضة.