كشفت بوشرى الخونشافي، زوجة الصحافي حميد المهداوي، المعتقل على خلفية عدم التبليغ عن مكالمة تهدد أمن الدولة بإدخال دبابات وأسلحة، أنها تعمدت نشر المكالمات التي زج بزوجها داخل السجن وحكم عليه بثلاث سنوات، لإطلاع الرأي العام عليها، وحث المحكمة في شقها الاستئنافي على مدارستها بالحجم الذي تليق به قبل إصدار الحكم مجددا على صحافي اعتقد أن مخاطبه مدسوس من المخابرات أو عميل أو أحمق. وأفادت زوجة المهداوي في اتصال مع “اليوم24″، أنها اضطرت لنشر شريط فيديو تشرح فيه قضية زوجها الصحافي، وعلاقته بالشخص المجهول الذي أبلغه بإدخال دبابات وأسلحة روسية عبر المعبر الحدودي، وجعل الزفزافي ملكا للمغرب، كمناشدة منها لهيئة الحكم في القضية، والتي من المرتقب أن تشرع قريبا في محاكمته في الشق الاستئنافي من الملف، أن تأخذ بعين الاعتبار كل ملابسات القضية، التي تم تجاوزها في المرحلة الابتدائية، مضيفة أنها عملت على نشر المكالمات التي رفضت المحكمة إدراجها علنيا داخل جلسة المحاكمة، لتبيان أنها دليل على مكالمة المهداوي. وأضافت بوشرى الخونشافي أنها تتمنى لو المحكمة استعانت بالمكالمات والتحقق من الأصوات، وهل كلام المهداوي فعلا يستحق التبليغ عنه، أم أنه يدخل في إطار التبليغ عن أشياء يعلم بعدم حدوثها، وآنذاك سيزج به أيضا في السجن تطبيقا للفصل 64 من قانون المسطرة الجنائية، مشيرة إلى أنه كان يستحيل على الصحافي أن يبلغ عن شخص متناقض تماما، أخبره بأنه سيجعل من الزفزافي ملكا للبلاد، وأنه لا يثق إلا في الملك، ثم أخبره بإدخال أسلحة ودبابات روسية، في الوقت نفسه يؤكد له بأنه ينشد السلمية، وهي تناقضات صارخة دفعت المهداوي لعدم التبليغ، مؤكدة أن له سوابق في التبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدودها وأدين بالسجن والغرامة، وبالتالي فإنه خاف أن يبلغ أيضا عن المكالمة المتناقضة، ويتم محاكمته أيضا بالتهمة السابقة. وأوضحت الخونشافي أن المهداوي الذي يقضى عقوبة سجنية داخل المركب السجني “عكاشة” بعد الحكم عليه بثلاث سنوات نافذة، مؤمن ببراءته من كل ما نسب إليه، ومن حقه أن يدافع عن براءته، ويسلك جميع الطرق التي تساعده على ذلك، وهو ما دفعها إلى نشر شريط فيديو تشرح فيه قضية زوجها بالتفصيل، مع إدراج المكالمات التي دارت بين زوجها وبين إبراهيم البوعزاتي، مؤكدة أن الأخير خرج في توضيح على شريط فيديو بدوره من هولندا يؤكد أنه لم يتصل بالمهداوي ولا علاقة له به، مشيرة إلى تأكيد المعلومة من خلال اتصالها بشقيقه في مكالمة صوتية، عملت على إدراجها أيضا في شريطها. مشددة على أن البراءة ثابتة، ورغم أن المحكمة لم توصلها بالشكل المطلوب، فإن عائلة المهداوي تحاول استدراك ما لم تقم به المحكمة في القضية. وحول ضم ملف المهداوي لملف معتقلي حراك الريف، ومحاكمته برفقتهم في أغلب الجلسات، قبل أن يتم فصل ملفه في الجلسة الأخيرة، ومحاكمته منفردا، فقد أوضحت بوشرى الخونشافي أن الضم مدد مدة اعتقال المهداوي وال”التكرفيس” والمعاناة، وليس هناك رابط بين زوجها وبين معتقلي الحراك، مضيفة أن الشخص المتصل بالمهداوي لم يتصل قط بمعتقلي الحراك، وأنه اتصل بالمهداوي لأداء مهمته ثم اختفى بعد يومين. وأضافت الخونشافي أنه لمدة سنة وهي تتنقل بشكل يومي بين المحكمة ومنزلها، مشيرة إلى أنها لم تعد ترى أطفالها لعدة أيام، حيث تجدهم نائمين بعد عودتها المتأخرة، وفي الصباح تخرج لمعاودة نشاطها وتتركهم نياما، وأنها تحضر المحكمة رغم عدم محاكمة زوجها، ثم إنها كان لا بد لها من التنسيق مع المحامين، مشددة على أنها عانت إرهاقا ماديا ومعنويا كبيرا. خاتمة قولها بأن أبناءها حرموا من والدهم ومن اهتمام والدتهم، وهو ما سبب للجميع معاناة كبيرة.