فضيحة كبيرة تلك التي اهتز لها ميناء الصيد البحري الجديد بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أظهر شريط فيديو مصور لشبان مغاربة عبروا البحر نحو الضفة الأوروبية، على متن مركب للصيد التقليدي، اتضح فيما بعد أنه كان مرسوا في أرصفة المراكب داخل الميناء، قبل أن يتم السطو عليه من طرف مجهولين يرجح أنهم من عصابات “تهجير البشر” إلى أوروبا. وعلمت “اليوم24” من مصادر حسنة الاطلاع، أن المصالح الأمنية بولاية أمن طنجة تحقق في شكاية بحار مهني، تعرض قاربه المخصص لاستغلال الصيد التقليدي للسرقة، فجر يوم الجمعة الماضية، قبل أن يظهر بعد يومين من ذلك في شريط مصور تناقله رواد موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، يوثق لحطة وصول مجموعة من الشبان المغاربة أغلبهم من القاصرين إلى أحد الشواطئ الإسبانية، حيث تم إيقافهم من طرف حرس الأمن الإسباني. وأظهرت التحريات الأمنية الأولية بعد تفحص الشريط المصور، الذي بثه أحد “الحراكة” على المباشر بتقنية البث الحي على الفايسبوك، أن الأمر يتعلق بأزيد من 40 طفلا قاصرا أغلبيتهم من طنجة، ينحدرون من المدينة العتيقة من أحياء “جنان قبطان” و”أمراح” و”السقاية” وحومة “بني دير”، تم التعرف على هويتهم جميعا. وبحسب نفس المعطيات، فإن المركب المسروق كان مرسوا في صهريج رسو المراكب في الميناء الجديد، والذي لم يمر سوى شهرين على افتتاحه بعد تدشين ملكي رسمي، ويتعلق الأمر بزورق “ازدهار 4″، رقم التسجيل 3- 5190، طوله سبعة أمتار، وتجويفه متران ونصف، ويتوفر على محرك من نوع “ياماها” تتجاوز قيمته المالية أكثر من مليون سنتيم. وأشار صاحب القارب المسروق في شكايته، أن الزورق اختفى من الميناء فجر يوم الجمعة، والذي يصادف يوم راحة مهنيي البحر، حيث تمت سرقته بجميع محتويات وأدوات الصيد، بينها شبكة الصيد التقليدي تقدر قيمتها ب 15 مليون، وأغراض خاصة أخرى، كلها ظهرت في الشريط المصور الذي تداوله “الحراكة” أثناء إبحارهم نحو إسبانيا. وتساءل ضحية سرقة مركبه الخاص في الشكاية التي وضعها لدى الشرطة، والدرك الملكي بالميناء الجديد للصيد، كيف تمت عملية السطو على قارب من داخل منشأة مينائية جديدة مجهزة بأحدث تقنيات المراقبة بما في ذلك الكاميرات، إذ تفترض الإجراءات المعمول بها في موانئ الصيد، قيام صاحب المركب قبل مغادرته الميناء، بإدلاء وثائق الملكية، وسائق المركب، وعدد الصيادين، وتوقيت الخروج للبحر، لدى مصلحة الأمن، وهو الشيء الذي لم يتم. من جهة أخرى، قام أحد أعوان الأمن الخاص الذي يشتغل لدى شركة للحراسة “ألفا مان باوير 1″، بوضع شكاية لدى مركز الأمن الوطني بميناء الصيد التقليدي في طنجة، مشيرا إلى تعرضه لهجوم مباغت من طرف مجهولين، أسفر عن الاعتداء عليه في وجهه حيث سقط مغمى عليه، قبل أن يتمكن المهاجمون من ركوب القارب حوالي الساعة الخامسة فجرا، مستغلين انعدام خدمة الإنارة داخل الميناء، وغادروا مبحرين وسط الأمواج. لكن مهنيي الصيد البحري، أبدوا قلقا بعد تسجيل هذا الحادث الإجرامي داخل الميناء الجديد، وعبر عدد من البحارة في حديثهم مع “اليوم24” عن تضامنهم مع زميلهم ضحية عصابات التهجير السري، كما أثاروا فرضية شبهة تواطؤ بعد حدوث هذا الاختراق داخل المرفأ البحري المسيج بجدار حجري عال، وبوابات أمنية، وأبراج للمراقبة التقنية والبشرية من طرف الدرك البحري.