تجمع عشرات من القاصرين والشبان على مشارف شاطئ الفنيدق مساء يوم الأربعاء، في انتظار وصول القارب السريع "الفونطوم" ، الذي يقوم بتهجيرهم مجانا، انطلاقا من بعض شواطئ الشمال. القارب شاهده عدد منهم يقترب من ميناء الصيد التقليدي بالفنيدق في حدود الرابعة مساءا، قبل ان يطارده بعض عناصر الامن الذين منعوه من الإقتراب، في انتطار وصول زورق للدرك البحري. ووفق شهود عيان، فإن الزورق السريع الذي تجهل هويته، حاول غير ما مرة الاقتراب من الشاطئ حيث كان يتجمع الراغبين في الحريگ، لكن تواجد زورق للبحرية جعله يبتعد، وتتحول المطاردة لما يشبه لعبة القط والفأر، بين "الفونطوم" السريع جدا، وزورق الدرك البحري، الذي مكث مرابطا على مشارف شاطئ الفنيدق، لإحباط اي محاولة للهجرة. يذكر أن الزورق المطاطي الممتاز المعروف ب"فونطوم"، تمكن من الوصول يوم الاثنين لشاطئ بليونش التابع لعمالة المضيقالفنيدق، بنفس طريقة زودياك "سيدي قنقوش" ضواحي طنجة الأسبوع المنصرم، ليحمل عشرات من شباب المنطقة، في رحلة للحريك المجاني نحو الضفة الأخرى. واكد بعض شهود عيان، أنه تقريبا نفس المركب ونفس الأشخاص، يرتدون بدلات سوداء وحمراء، ويضعون خوذات على رؤوسهم. ووفق شهود عيان من منطقة بليونش، فإن بعض الشبان لاحظوا اقتراب القارب المطاطي السريع للشاطئ، منذ لمحوه في الأفق، مما دفع جلهم للنزول للبحر في انتظاره، فيما اكتفى آخرون بتصويره ومراقبته عن بعد. وكالحلم اقترب الزورق شيئا فشيئا من الساحل، ليظهر عشرات من الشبان، وهم يجرون ويرتمون في البحر للحاق به.. العملية في مجملها لم تتعدى الدقيقة الواحدة، حتى كان الزورق ممتلئ ليعيد أدراجه. وبسرعة البرق انطلق، وهو يحمل على ظهره ما يقارب 20 شابا جلهم من أهالي منطقة بليونش، والذين حالفهم الحظ ليتواجدوا بعين المكان لحظة اقتراب "الفونطوم" ليركبوه، تماما ك"سفينة نوح" المنقذة، حسب تعليقات وتعبيرات كثيرة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تم تصوير عملية "الحريك" تلك من طرف بعض الشبان الذين عاينوها لحظة وصول القارب للساحل، قبل أن يوزعوها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. ارتباطا بذلك علمت "أحداث انفو"، أنه في إطار التحقيقات المكثفة التي يقوم بها عناصر الدرك الملكي قصد الكشف عن كل من له صلة بالقارب السريع الذي قام بنقل عدد من المرشحين للهجرة السرية يوم 17.09.2018 انطلاقا من شاطئ بليونش، والذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وتمكنت هذه العناصر في ظرف وجيز من تحديد هوية المنظم الرئيسي لهذه العملية، كما تم توقيف شخصين آخرين يشتبه في كونهما قد ساعد ا في تنظيم هذه العملية.حيث قاما بنقل الأشخاص من مراكز المدن المجاورة إلى المنطقة التي تمت بها هذه العملية. هذا ولا يزال البحث جاريا تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل الكشف على كل من له صلة بهذه العملية.