أثار ظهور زورقين سريعين، في تواريخ مختلفة بشاطئي “سيدي قنقوش” وبليوش” قاما بتهجير عدد من الشبان كانوا يستجمون، حالة من الاستغراب والتساؤول لدى الرأي العام المغربي، خاصة أن الشبان المهجرون لم يدفعوا تكاليق هجرتهم الغير النظامية كما هو متعارف عليه سابقا. شمال بوست انتقلت إلى “بليونش” للوقوف على حقيقة الزورق الذي زار شاطئ القرية صباح أمس الاثنين، حيث أكد شهود عيان أنهم فوجؤوا حوالي الساعة التاسة والنصف صباحا بزورق مطاطي سريع يقترب من الشاطئ قبل أن يبدأ أحد الأشخاص في الصراخ “الحريك باطل.. طلعوا.. طلعوا.. اسبانيا باطل..”، لينطلق بعد ذلك مجموعة من الشبان نحو الزورق حيث تمكن أغلبهم من الصعود فيما فشل آخرون في ذلك بعد انطلاق الزورق وعودته إلى المضيق. أغلب الشبان الذين صعدوا إلى الزورق من أبناء قرية بليونش، شمال بوست التقت أهالي بعضهم، حيث أكدوا أن أبنائهم اتصلوا بهم وأن الزورق أوصلهم بالفعل إلى الضفة الأخرى، غير أن ملامح القلق كانت بادية على الأمهات والأباء خاصة أن المهاجرين بشكل مجاني لم يحملوا معهم غير أحلامهم وملابس السباحة. أغلب من التقتهم شمال بوست من أهالي المهاجرين في الزورق المجاني، أكدوا أن الزورق يعود لتجار المخدرات وأن عمليات مماثلة حدثت في تواريخ سابقة بطرق أخرى، بل هناك من أكد أن تجار المخدرات كانوا يدفعون مقابلا بسيطا لمن يود الهجرة إلى جانب رزم الحشيش المغربي. ولفهم الهدف من تهجير هؤلاء الشبان بشكل مجاني، التقت شمال بوست أشخاصا سبق أن عملوا في مجال التهجير السري والمخدرات، والذين أكدوا في روايتهم أن تهجير الشباب بشكل مجاني أمر سبق القيام به في مناسبات عديدة، غير أن تصوير هذه العمليات لم يكن مسموحا به في الماضي، حيث يلجأ مهربوا الحشيش إلى جمع عدد من الشبان الراغبين في الهجرة من أجل إيصالهم إلى شواطئ اسبانيا بالقرب من أماكن تفريغ الحشيش المهرب، لتوجيه انتباه الحرس المدني والشرطة نحو المهاجرين السريين وتشتيت انتباههم عن حمولات الحشيش. عملية التهجير المجاني من “سيدي قنقوش” و”بليونش” تدخل في هذا الإطار، حيث قام مهربو الحشيش باستخدام زورقين، الأول لنقل الحشيش والثاني لنقل المهاجرين، يقوم الزورق الاول بعملية إلهاء، فيما يقوم الثاني بإفراغ حمولته من الحشيش، مستفيدا من قلة عدد عناصر الامن والحرس المدني الذين لا يمكنهم تأمين كل نقطة من السواحل الجنوبية الاسبانية بالعدد الكافي من العناصر لأن الأمر يحتاج جيشا من آلاف العناصر لمراقبة ومنع مافيا المخدرات من الوصول إلى كل نقطة في الساحل الاسباني. عجوز من قرية “بليونش”، خبر المضيق وبرزخه وأنواع أسماكه وحيتانه، بهيبة العارف وحكمة المجرب، قال لشمال بوست، وعينه على أغنامه المعلقة بين صخور جبل موسى : “لا تحتاج اسبانيا جيشا من الأمنيين ولا يحتاج المغرب لجيش مماثل لحماية حدود مشرعة.. ولن يقوما البلدان بإعداد هذا الجيش لمنع المهاجرين، فاسبانيا والمغرب مستفيدان بلا شك من فزاعة الهجرة، وأوروبا العجوز مستفيدة أيضا من اليد العاملة الشابة القادمة من الجنوب.. فقط شعب جنوب المتوسط من يحتاج لجيش من الشرفاء لبناء الأوطان وتوفير الكرامة والعدالة الاجتماعية”.