على بعد أسابيع من مؤتمر الحركة الشعبية، بدأ الصراع بين قياديي حزب السنبلة يطفو على السطح من جديد ويبين حالة الانقسام في صفوفه، حيث عمد محمد أوزين، القيادي بالحزب ذاته، إلى توجيه سهام النقد إلى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي سعيد أمزازي الملتحق حديثا بالحزب، قائلا إن “الحزب سلك طريق الانفتاح على الأطر لتكون لها قيمة مضافة وتساهم في إشعاع الحزب، غير أن وزارة التربية الوطنية التي يرأسها أمزازي لم تقدم أي شيء للحزب، بل تخدم أجندات أخرى غير أجندة حزب الحركة الشعبية”. أوزين من خلال تسجيل صوتي متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر أن وضع وزير التربية الوطنية الذي جاء خلفا لمحمد حصاد، المرشح بقوة لخلافة الأمين العام الحالي، يجعلهم في الحزب يعيدون النظر في فتح الباب أمام الكفاءات، مبررا ذلك بأن أمزازي لم يتخذ أي قرار في صالح الحزب أو يخدم صورته وهذا يطرح نقاشا، يقول الوزير السابق، المعروف بفضيحة “كراطة”، ثم تابع “أتحدى أي حركي يثبت لي العكس”. وحسب مصادر من داخل الحزب، أكدت في حديثها ل”اليوم24″ أن هناك خلافا بين أوزين وسعيد أمزازي، بعدما رفض هذا الأخير تعيين عدد ممن اقتراحهم أوزين عليه على رأس عدد من المؤسسات والمديريات التابعة لقطاعه، وهو ما جعل أوزين يغضب من الوزير ويعتبر أنه لم يقدم أي شيء للحزب ومناضليه، وأنه ناكر للجميل للذين أوصلوه إلى منصب الوزارة. مصدر آخر قال إن هجوم أوزين على هذا الأخير سببه السباق نحو رئاسة الحزب، حيث إن أوزين، الذي أفصح عن رغبته في الترشح للأمانة العامة، يقوم بحملة انتخابية سابقة لأوانها. فضلا عن هذا، فصهر حليمة العسولي، المرأة الحديدية في الحزب، لم يتوقف عند هذا الحد، بل قال في التسجيل ذاته إنه “حين كانوا هم مناضلو الحزب يناضلون من أجل جلب أصوات للحزب والفوز بالمقاعد البرلمانية، كان وزير التربية الوطنية يرتشف قهوة في مقهى “paul””، ليعود ويقول “أنا لست ضده كشخص، لكن عليه أن يعرف أنه اليوم حين نحصل على ذلك المقعد ويأتي شخص مثله ليتقلد حقيبة وزارية، هناك من “قطع الصباط باش عطاوه فرصة”، واعتبر أوزين أن “هناك تنكرا كبيرا لمناضلي الحزب وأنا أعبر عن استيائي واستياء عدد من أعضاء المكتب السياسي من حصيلة أمزازي”. تسجيل وزير “الكراطة” خلق جدلا داخل صفوف حزب السنبلة، الذي يعيش على صفيح ساخن بسبب المنافسة الشرسة حول منصب الأمانة العامة للحزب، ما اضطر امحند العنصر ليرد على اتهامات أوزين، والذي هاجم هذا الأخير مدافعا عن وزير التعليم، قائلا إنه هو “من اقترح استوزار هذا الأخير ولم تقترحه جهة أخرى خارج الحزب”، مضيفا “الأمور اتخذت منحى خطيرا وأتمنى أن تقف هنا وألا تتطور داخل الحزب”.