عبر عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين وجدوا أنفسهم عالقين عدة ساعات في نقط الحدود البحرية قبل مغادرتهم أرض الوطن، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عن تذمرهم واستيائهم الشديد من سوء الخدمة وضعف بنيات الاستقبال في مينائي طنجة المتوسط، والمدينة، حيث عجزت مصالح هذه المرافق البحرية في استيعاب أفواج المسافرين الذين ازدحمت بهم فضاءاتها منذ بداية الأسبوع الجاري، إذ تراوحت مدد الانتظار ما بين خمس وعشر ساعات، ما دفع كاتب الدولة المكلف بالنقل للحضور شخصيا بالميناء والوقوف على مكامن الخلل. ووجه مسافرون مغاربة غادروا من الميناء المتوسطي، في تعليقات تفاعلية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، لوما شديدا لحسن العبقري، مدير طنجة المتوسط للمسافرين، متهمين إياه إلى جانب مستثمرين مغاربة في قطاع النقل البحري، بخدمة مصالحهم الخاصة على حساب الخدمة العمومية التي يفترض أن تعبئ مختلف إمكانياتها في مثل هذه الظروف الاستثنائية، إذ تسبب هذا الارتباك في تأخيرهم عن الوصول إلى وجهتهم. كما كذب المسافرون المغاربة الذين عانوا مرارة "الاحتجاز القسري" لساعات طويلة داخل سياراتهم في باحة المينائين، في انتظار وصول بواخر تقلهم إلى الضفة الأوروبية، تصريح محمد نجيب بوليف، كاتب الدولة المكلف بالنقل، والذي قال في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك، إن مشكلة الانتظار الطويل مرده إلى صعوبات مسايرة تدفق المسافرين في الموانئ الإسبانية. ورد عدد من المواطنين من أفراد الجالية المقيمة بالخارج على تصريحه بالنفي، مؤكدين في شهادات متطابقة بناءً على ما عاشوه خلال رحلاتهم، بأنه لولا سلاسة العبور في الجانب الإسباني لوصلت طوابير الانتظار إلى مدينة أصيلة، إذ أثنى أغلبهم على خدمات شركات الملاحة الأوروبية التي ساهمت في امتصاص العدد الهائل من المسافرين. وجلبت تدوينة المسؤول الحكومي المكلف بالنقل، سيلا من الانتقادات حول رداءة خدمات الولوجيات والاستقبال في مينائي طنجةالمدينة، وطنجة المتوسط، حيث كشف عدد من المعلقين بأن هذا الارتباك في فترة عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج يتكرر كل عام، وأن إدارة الموانئ لا تتفاعل بشكل جدي مع شكاوى المسافرين بسبب صعوبة العبور من المنافذ البحرية المغربية. وكان نجيب بوليف، كاتب الدولة المكلف بالنقل، عزا في تدوينة نشرها، أول أمس، عقب زيارته لمينائي طنجةالمدينةوطنجة المتوسط، طول فترة انتظار الكثير من المسافرين داخل الموانئ بسبب العدد الهائل من المغادرين في وقت متقارب، وأيضا نظرا إلى وجود صعوبة في الاستقبال في الجانب الشمالي، وهو ما عجل بعقد اجتماع طارئ بين مصالح وزارته ونظيراتها في الجانب الإسباني، قصد إيجاد حلول سريعة وآنية لتقليل وقت الانتظار عن المسافرين العالقين موانئ طنجة. ورغم أن كاتب الدولة، المكلف بالنقل، ختم تدوينته باعتذار لكل الذين يعيشون ظروفا صعبة خلال فترة رجوعهم، والتي يعلم الجميع أنها "استثنائية"، بحسب وصفه، فإنه وجد نفسه وسط زوبعة من ردود الفعل الغاضبة، قبل أن يوجه بعد أربع ساعات نداءً خاصا في تدوينة أخرى، دعا من خلالها المسافرين العائدين إلى بلدان إقامتهم، بالتوقف في باحات ومحطات الاستراحة بالطريق السيار، لكون جميع المنافذ داخل مينائي طنجة ممتلئة عن آخرها. واشتكى المسافرون العالقون في موانئ طنجة، من قلة المرافق الصحية وغياب مراحيض متنقلة، فضلا عن ضعف بنية أماكن الاستراحة في حالة وجود ازدحام كبير في نقط العبور، إضافة إلى غياب محلات بيع المواد الغذائية، بحسب تعليقات عدد من المسافرين الذين تفاعلوا مع تدوينات المسؤول الحكومي على صفحته الرسمية. من جانب آخر، عرفت عملية عودة المغاربة المقيمين بالخارج تطورا كبيرا خلال الأسبوع المنتهي، بلغت ذروته يوم الأربعاء الماضي، حيث سجلت مصالح الميناء المتوسطي، حركة عبور قياسية للمسافرين تجاوز عددهم 53 ألف شخص، وأكثر من 10 آلاف و500 عربة، وهو رقم يعكس تدفقا استثنائيا للمسافرين المتجهين صوب الموانئ الإسبانية..