على وقع التوتر والغضب، غادر عدد من المغاربة المقيمين في الخارج أرض الوطن، بعد انتهاء عطلتهم الصيفية، جرَّاء تأخّر البواخر المنطلقة من ميناء طنجة في اتجاه الموانئ الإسبانية، والذي وصل، في بعض الحالات، إلى ثمان ساعات؛ وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج وسط ميناء طنجة المتوسط. احتجاجُ أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج دفع محمد نجيب بوليف، كاتب الدولة المكلف بالنقل، إلى القيام بزيارة إلى ميناءي طنجة المتوسط وطنجةالمدينة، يوم أمس الاثنين، وعادَ من زيارته بتطمينات بثها على صفحته في "الفيسبوك"، قال فيها إنّ مدّة انتظار البواخر "تعادل 0 دقيقة بميناء طنجة المتوسط، وحوالي نصف ساعة بميناء طنجةالمدينة". تطمينات كاتب الدولة في النقل فنّدتْها شهادات عدد من المغاربة المقيمين بالخارج، الذين ذاقوا مرارة تأخر انطلاق الحافلات لساعات طوال، الذين أكدوا أنه في الوقت الذي تحدث فيه بوليف عن مدّة انتظار لا تتعدّى نصف ساعة، انتظر مسافرون زهاء 8 ساعات، في ظروفٍ سيّئة، تحت أشعة الشمس الحارقة، دون أنْ تتوفر لهم أي خدمات تخفف من معاناتهم. محمد واموسي، الصحافي المغربي المقيم في فرنسا، قال، في تصريح لهسبريس، إنه اضطرَّ رفقة أفراد أسرته إلى انتظار باخرة إحدى شركات الملاحة المغربية التي أقلتهم من ميناء طنجة المتوسط أزيد من سبع ساعات، وتكرّر الأمر نفسه اليوم الثلاثاء مع مسافرين على متْن باخرة أخرى، كان موعد انطلاقها على الساعة الحادية عشرة ليلا من مساء أمس الاثنين؛ لكنها لم تنطلق إلا في حدود الساعة الخامسة و40 دقيقة من صباح اليوم الثلاثاء. ولجأ مئات المغاربة إلى الاحتجاج بميناءي طنجة، أمس الاثنين، ضدّ تأخر البواخر لساعات من الزمن، بإطلاق منبهات صوت سياراتهم. وعلّق محمد واموسي على ظروف عودة المغاربة المقيمين بالخارج عبر ميناءي طنجة، بالقول: "والله ندمْت على مجيئي إلى المغرب بالسيارة"، مشيرا إلى أنَّ تأخر البواخر يثقل كاهل المسافرين بمصاريف إضافية، حيث يجبرهم التعب على حجز فندق في الجزيرة الخضراء في إسبانيا فور النزول من الباخرة. من جهته، عبّر فوزي الأحمدي عن سُخطه من تأخر البواخر لساعات، ومن الظروف التي يسافر فيها مغاربة العالم أثناء مغادرة المغرب، حيث لا يضطرون فقط إلى الانتظار ساعات طويلة انطلاق البواخر؛ بل ينتظرون أيضا في طوابير طويلة لختْم جوازات السفر وتسجيل سياراتهم، بسبب قلة موظفي الأمن والجمارك المكلفين بختم الجوازات وتسجيل السيارات. وكتب الأحمدي، في تدوينة على الفيسبوك: "في نقطة ختم الجوازات ببني نصار، يوم 26 غشت الجاري، بين الرابعة و الثامنة صباحا، وصل انتظار البعض إلى أربع ساعات. ولما حاول البعض الاحتجاج على موظف الأمن، رد هذا الأخير بأنه غير مهتم بمعاناتهم أو فقدانهم للباخرة التي ستقلهم إن غادرت قبل ختمهم لجوازاتهم، وادعى زميله أن الموظف يعمل لعشرين ساعة في نفس المكتب دون توقف". ويبرز تناقض كبير بين واقع ظروف عودة مغاربة العالم إلى بلدان الإقامة، وبين ما نقَله كاتب الدولة المكلف بالنقل من مينائي طنجة؛ ففي الوقت الذي يقول المغاربة المسافرون إلى الضفة الشمالية للمتوسط إن ظروف السفر كانت سيئة، وصف كاتب الدولة المكلف بالنقل الإشكالات التدبيرية التي وقف عليها في حديثه مع مغاربة العالم ب"البسيطة"، مبرزا أنّ الدخول إلى الباخرة يتم مباشرة بعد القيام بالإجراءات الإدارية. الشكل الاحتجاجي، الذي خاضه مئات المغاربة بميناء طنجة المتوسط أمس الاثنين، أبرز أنهم ظلوا ينتظرون وقتا طويلا، حيث غادروا سياراتهم وجلسوا على الحواجز الإسمنتية الفاصلة بين ممرات عبور السيارات نحو البواخر. واعتبر محمد واموسي أنّ المشكل لم يكن مرتبطا بوجود أعداد كبيرة من العابرين، بل سببه عدم توفير عدد كاف من البواخر، مضيفا "أرباب الشركات يُجبرونك على دفع تكاليف رحلة العودة مُسبقا، لضمان الحجز، ويتركونك تنتظر".