يستعد حزب التقدم والإشتراكية لجمع قيادات حزبه، غدا الجمعة، لمناقشة إخراج وزيرته شرفات أفيلال من حكومة سعد الدين العثماني، عن طريق إدماج كتابة الدولة المكلفة بالماء التي كانت تحمل حقيبتها أفيلال، مع وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، وسط حديث عن غضب شديد وسط قيادات " PPS"، التي لم يستشرها العثماني قبل تجريدها من حقيبة وزارية، وتوجه جديد للعثماني بفك الارتباط مع التحالفات التي بناها خلفه في الحزب والحكومة عبد الإله ابن كيران. وفيما يتوقع أن يلتئم المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، غدا الجمعة، للتداول في إبعاد شرفات أفيلال عن الحكومة، وتقليص عدد حقائبه الوزارية، وسط غضب قيادات الحزب التي رأت في قرار إخراج أفيلال من الحكومة دون استشارة أمينه العام، نبيل بنعبد الله "ضربا تحت الحزام من طرف البيجيدي"، قال عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، إن حزب العدالة والتنمية لم يعد يراهن على التقدم والاشتراكية كما في العهد السابق. وأوضح العلام في حديثه مع "اليوم 24″، اليوم الخميس، أن حزب التقدم والاشتراكية بعد خطوة إبعاد أفيلال بدأ يفكر في إعادة العلاقة التي تجمعه بالعدالة والتنمية، من تحالف استراتيجي، إلى تحالف ظرفي، وهو الاستنتاج الذي وصل إليه حزب بنعبد الله، ليس فقط من خلال الخطوة الأخيرة، ولكن منذ المناوشات السابقة التي كانت بين الحزبية، منها حديث العثماني عن وزير الصحة السابق الحسين الوردي حيث قال عنه إنه "لم يكن بالصورة التي يتصورها الآخرون"، وهو نفس الكلام الذي أعادة الوزير مصطفى الرميد في لقاء داخلي لحزبه، غير أن إخراج أفيلال من الحكومة هو "القشة التي قسمت ظهر البعير"، وآخر حبل الود بين الحزبين. وأضاف العلام، في التصريح ذاته، أن رغبة العثماني وبعض وزرائه في إبعاد شرفات أفيلال عن الحكومة، إلتقت مع رغبة الديوان الملكي الذي يطبع التوتر علاقته بالأمين العام لحزب التقدم والاشراكية، لذلك لم يرفض له طلبه في إدماج كتابة الدولة المكلفة بالماء في وزارة لتجهيز والنقل واللوجيستيك والماء. ويتجه العلام في ذات التصريح نحو قراءة ما وقع مؤخرا داخل التحالف الحكومي في ضوء التغير الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية بانتقاله من الأمين العام السابق عبد الإله ابن كيران نحو قيادة سعد الدين العثماني، حيث يقول العلام أنه على الأغلب، فالعثماني يتجه نحو تصفية تحالفات واختيارات ابن كيران، حيث كان ابن كيران يتفاخر بمكسب تحالفه مع التقدم والإشتراكية وهو التحالف "الإسلامي-الشيوعي"، غير أن توجه العثماني نحو تصفية تركة توجهات ابن كيران لا زال توجها صامتا. يشار إلى أن مصادر من حزب التقدم والاشتراكية، أكدت أن الأمين العام للحزب نبيل بنعبر الله ووزيرته شرفات أفيلال لم يكونا على علم من سحب حقيبة الوزارة المكلفة بالماء من الحزب، قبل أن يصدر بلاغ للديوان الملكي، مساء الاثنين، جاء فيه أن الملك "تفضل بالموافقة على اقتراح رئيس الحكومة، بحذف كتابة الدولة المكلفة بالماء لدى وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء"، من أجل "تحسين حكامة الأوراش والمشاريع المتعلقة بالماء، والرفع من نجاعتها وفعاليتها، وتعزيز التناسق والتكامل بين مختلف الأجهزة والمؤسسات المعنية بالماء التابعة لهذه الوزارة، بما ينسجم مع العناية الخاصة التي يوليها الملك لهذا القطاع".