تراجعت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، التي أشرفت على الحوار الداخلي للحزب، الذي انطلقت جولته، نهاية الأسبوع الماضي، عن صياغة وإصدار توصيات الحوار الداخلي، بعدما صادقت في وقت سابق على برنامج الندوة الأولى للحوار الوطني، الذي تضمن في جلسته الختامية عرض التوصيات، وأهم الخلاصات. وأثار التراجع عن عرض توصيات الحوار الداخلي عقب الندوة الأولى، استغراب عدد من المشاركين في الحوار، وأعضاء المجلس الوطني للحزب، وقال أحدهم إن "الأمانة العامة اختارت أن لا توثق توصيات الحوار الوطني، وتراجعت عن ما اتفقت عليه ووافقت عليه، في الوقت الذي بذل المقررون جهدا في تدوين الأفكار والتوصيات". وفي المقابل، وأمام تساؤل المشاركين في الحوار الداخلي، اضطر سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، إلى توضيح حيثيات عدم صياغة التوصيات والاتفاق عليها. وقال العثماني، مخاطبا المشاركين في الحوار، خلال اليوم الثاني (أول أمس الأحد)، "بعض الإخوة سألوا عن التوصيات، نحن لن نخرج بالتوصيات، وإنما سنقول هذه الأفكار هي التي طُرحت". وشدد العثماني على أن "الهدف من الحوار الداخلي، هو القراءة المشتركة، أو تقديم بعض الإجابات المشتركة، وليس من الضروري الاتفاق على كل شيء". وبرر العثماني عدم إصدار التوصيات، على الرغم من أنها كانت مقررة ضمن برنامج الندوة، بالقول: "نحن لسنا في مجال القرار وإنما الحوار لتقريب وجهات النظر، سنبحث عن القراءات المشتركة في مختلف القضايا المعروضة". وقال العثماني، أيضا، في الجلسة الختامية للندوة: "لا يجب أن نستعجل الخلاصات منذ الندوة الأولى، لدينا خمس ندوات لإنجاح الحوار الداخلي علينا أن نتحلى بالصبر والنفس الطويل، وعدم استعجال الخلاصات، وسنبني هذه الأمور تدريجيا". وخاطب العثماني الحضور، وقال: "أحث الأخوات والإخوان، الذين تدخلوا للتعليق على العروض، أو المداخلات أن يكتبوها في أوراق واضحة، ويعطوا الوقت لضبط الأفكار، والآراء، والانتقادات، لإحالتها على لجنة التقرير لتضمينها للتقرير النهائي".