أسدلت القمة الإفريقية الواحدة والثلاثون، التي احتضنتها العاصمة الموريتانية نواكشوط ستارها، بثلاث قرارات تخص المغرب. قضية الصحراء المغربية طغى حضورها والقرارات الإفريقية المتخذة بشأنها في قمة نواكشوط، إلا أن القادة الأفارقة اتخذوا ثلاث قرارات مختلفة متعلقة بالمغرب في هذه القمة. آلية افريقية لقضية الصحراء المغربية رغم أن الاجتماعات المغلقة للقادة الأفارقة في القمة ناقشت عددا من المواضيع، إلا أن قضية الصحراء المغربية التي وضعت ثاني نقطة في جدول أعمالهم بعد قضية السودان، استأثرت باهتمام كبير، ونقاش طويل دام لساعات، قبل أن يتخذ قادة القارة قرار إنشاء آلية إفريقية خاصة بقضية الصحراء المغربية. النقاش حول طبيعة الآلية الإفريقية للصحراء، والذي دام لساعات وخاض فيه المغرب معركة للدفاع عن مصالحه أمام خصومه، وضع حدا للقرارات التي كانت تتخذ بخصوص قضية الصحراء المغربية في مرحلة غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي، ليقرر أن نقاش هذه القضية أصبح حصرا على رؤساء الدول، وحدد علاقة الاتحاد الإفريقي بملف الصحراء في "الدعم والمواكبة لجهود الأممالمتحدة"، دون إطلاق أي مسلسل افريقي للتسوية بالموازاة مع المسلسل الأممي، وبالتنصيص على أن المرجعية المعتمدة هي المرجعية الأممية. محاربة الفساد بمقاربة مغربية القمة التي رفعت شعار مكافحة الفساد في افريقيا، خلصت إلى تبني وجهة النظر التي قدمها المغرب، بتنصيصها على أن الفساد في القارة السمراء، ليس مسألة أخلاق وقيم، وإنما ظاهرة بحمولة اقتصادية ثقيلة، ترفع ثمن الإنتاج في افريقيا بعشرة في المائة، وتتلاقى مع الجانب الأمني، حيث تسمح بدخول السلاح والمخدرات. غير أن الزعماء الأفارقة، أكدوا في ذات الصدد، على أن الفساد ليس ظاهرة افريقية فقط، وليست المعني الوحيد بمحاربته حول العالم، فيما التزمت القمة بإطلاق آليات كديدة لمكافحة الفساد في الدول الأعضاء، خصوصا مع إطلاق مناطق التبادل الاقتصادي الحر. استجابة لطلب مغربي بإحداث مرصد افريقي للهجرة على أراضيه وفيما يحمل المغرب منذ استعادته لمقعده الإفريقي، ملف الهجرة في القراة السمراء، حيث قدم في شهر يناير الماضي تقريرا عن واقع الظاهرة في القارة، مقترحا خلق منصب مبعوث افريقي للهجرة ومرصد للهجرة، صوت القادة الأفارقة لفائدة إحداث مرصد إفريقي للهجرة، مقره المغرب، تفاعلا مع الطلب الذي وجهه الملك محمد السادس. واعتبرت المشاركون في القمة أن 13 في المائة من الهجرة حول العالم افريقية، وأن من بين هذه النسبة 80 في المائة تتم داخل افريقيا، ومع ذلك هذه النسبة القليلة من الهجرة الافريقة حول العالم تثير الضجيج، وبالتالي أصبح لزاما على القارة أن تنمي خطابا جديدا، وتجمع معطيات دقيقة عن الظاهرة، وهو الدور الذي سيمثله هذا المركز في المغرب. ورغم تبني القمة للمقترح المغربي لإحداث مرصد للهجرة، إلا أن مقترحه بتنصيب مبعوث إفريقي للهجرة لا زال محط نقاش بين المغرب والاتحاد الإفريقي، وهو المطلب الذي يتشبث به المغرب، بحجة خلق وجه جديد، ومُخاطب يحمل ملف الهجرة في القارة السمراء.