خلفت الأحكام الثقيلة التي قضت بها محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قبل قليل، في حق معتقلي حراك الريف، حالة من الصدمة الشديدة في صفوف عائلات معتقلي حراك الريف، والنشطاء الذين حضروا جلسة النطق بالحكم. وشهدت ساحة المحكمة احتجاج مجموعة من الحقوقيين، داخل بهو المحكمة، بعد سماعهم منطوق الأحكام الصادمة، التي وصلت إلى20 سنة في حق ناصر الزفزافي، وزميله نبيل أمحجيق. وعلت الشعارات وسط المحكمة، حيث ردد الحاضرون "هي كلمة واحدة..هاد الدولة فاسدة" و"عاش الريف.."، وشعارات أخرى. وقضت هيئة الحكم برئاسة القاضي علي الطرشي بالقاعة 7 بمحكمة الجنايات بالدارالبيضاء بأحكامها في حق نشطاء حراك الريف، رغم تذكيرها من طرف دفاع المتهمين بفصول قانونية توجب حضور المعتقلين. وقضت استئنافية الدارالبيضاء، بسجن ناصر الزفزافي قائد حراك الريف عشرين سنة، ونبيل أحمجيق عشرين سنة كذلك، وسمير ايغيد بعقوبة مماثلة، ومحمد جلول عشر سنوات، فيما لا زالت الأحكام توزع على المتابعين الآخرين على خلفية ذات الملف. كما قضت المحكمة، قبل قليل من ليلة اليوم الثلاثاء، بالسجن خمس سنوات في حق الناشط محمد الأصريحي، وخمس سنوات في حق الناشطين الحود والفاحلي، فيما وصلت أحكام الناشطين الخطابي وأشهباري إلى سنتين. يشار إلى أن نشطاء الريف، مضى على اعتقالهم عام كامل، فيما كانت تتجه الأنظار صوب استئنافية الدارالبيضاء هذه الليلة، وسط أمل حقوقي، لإقفال صفحة حراك الريف ببراءة المتابعين، ومصالحة شاملة، وهو ما لم يتحقق وقوبلت أحكام معتقلي الريف بالصراخ والعويل داخل القاعة، فيما شهد محيط المحكمة جلبة كبرى واستنكارا للحكم الذي اعتبروه جائرا.