اغتنم حكيم بنشماش، الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، فرصة حلوله بمدينة فاس، أول أمس الأحد، في أول لقاء حزبي له خارج الرباط عقب انتخابه نهاية شهر ماي الماضي، ليوجه رسائل مثيرة ومشفرة لكل الجهات، أولاها تلك الموجهة إلى الدولة قصد طلب ودها، حين شدد بنشماش في كلمته بأن على "البام" أن يقدم نقدا ذاتيا بخصوص الأخطاء التي ارتكبها في طريقة تعامله مع "حراك الريف" لإنهاء حالة الاحتقان بالمنطقة، فيما همّت الرسائل الأخرى رفاقه بالحزب، حيث طالب بتأهيل خطابهم السياسي والابتعاد عن الخطاب الشعبوي، فيما شدد على أن المكتب السياسي الجديد، والذي سينتخب في نهاية شهر يوليوز المقبل لا حق له في الغلط، في رسالة فهمها المتتبعون على أنها دعوة صريحة إلى القطع مع مرحلة الأمين العام السابق، إلياس العماري. وفي هذا السياق، قال الزعيم الجديد لحزب "التراكتو"، والذي كان يتحدث يوم، أول أمس الأحد، في أول لقاء تواصلي- تشاوري مع أعضاء حزبه ومنتخبيه وقياداته بجهة فاس/مكناس، احتضنه فندق البرلماني عزيز اللبار بفاس، (قال) إن "حزبه بات اليوم، مطالبا بتقديم نقذ ذاتي بخصوص الأخطاء التي ارتكبت في تعامله مع ملف "حراك الريف"، حيث اعترف بنشماش في خروج إعلامي مثير، فاجأ به كل الحاضرين، بمسؤولية حزبه في ذلك، مؤكدا بأن "قيادة حزبه ومنتخبيه بمنطقة الريف، لم يتحملوا مسؤوليتهم السياسية والتمثيلية لأداء دور الوساطة في إنهاء حالة الاحتقان بالمنطقة، وضمان حسن تدبير لهذه الاحتجاجات حتى لا تخرج عن السيطرة"، في إشارة واضحة إلى الطريقة التي تعامل بها سلفه إلياس العماري، الأمين العام السابق ورئيس جهة طنجة – الحسيمة، وبرلماني الجهة، ورؤساء الجماعات الترابية بمنطقة الريف المنتمون إلى "البام"، بوقوفهم بعيدا عن الأحداث التي عرفتها المنطقة. الرسالة الثانية القوية، التي حرص الزعيم الجديد "لحزب التراكتور"إرسالها من فاس، همت المستقبل السياسي لحزبه، حين قال إن "هناك مجموعة من الأولويات القصوى التي سنتفرغ لها بعد محطة المجلس الوطني المقبل، وانتخاب المكتب السياسي الجديد المنتظر نهاية شهر يوليوز المقبل، قبل أن يضيف: "أنا متأكد أنه لا أحد يختلف معي في أن أعضاء المكتب السياسي الجديد، يجب أن تتوفر فيهم شروط الكفاءة والمسؤولية والقدرة على العطاء"، مشددا على أنه لا مجال بعد اليوم للغلط وتكرار أخطاء الماضي"، وذلك حتى يتمكن "البام"، يردف بنشماش، من تعزيز وتقوية دوره سياسيا ومؤسساتيا، ويحقق تلك الأحلام التي حلمنا بها بعدما أطلقنا الشرارة الأولى لعملنا السياسي عبر "حركة لكل الديمقراطيين"، والتي ولد من رحمها حزب الأصالة والمعاصرة. وكان هذه المناسبة فرصة انتقد فيها بنشماش بشدة الخطاب السياسي لحزبه، حيث دعا قيادييه محليا ووطنيا، إضافة إلى البرلمانيين بالغرفتين إلى تأهيل خطابهم السياسي والابتعاد، كما قال، عن الخطاب الشعبوي، موضحا في كلمته بأن "حزبه في مرحلته الجديدة، مطلوب منه إعادة النظر في خطابه السياسي، لأن المجتمع المغربي وبموازاة مع ظهور السلطة الخامسة بمواقع التواصل الاجتماعي، يعيش تحولات متلاحقة تفرز مطالب وأسئلة محرجة، باتت تفرض علينا كحزب المساهمة في معالجتها وإيجاد حلول وأجوبة عنها بالصدق وليس بتوزيع الأوهام، يقول بنشماس. وفي مقابل صيامه عن هجومه على خصومه بحزب العدالة والتنمية، شدد بنشماش على أنه عازم في السنتين المقبلتين، أي في أفق سنة 2021، والتي حددها لتنزيل خطته التي سبق له أن قدمها خلال انتخابه أمينا عاما جديدا، (عازم) على تدشين، كما قال، تحول حاسم في مسيرة حزبه الفتي، واستثمار الإمكانيات والفرص الكبيرة التي راكمها حزبه بعد 10 سنوات من دخوله إلى المشهد السياسي المغربي، لبناء أداة حزبية عصرية وديمقراطية، تمكنه كثاني قوة سياسية بعد "البيجيدي"، في الاستمرار وأداء دوره الوطني لمعالجة التحديات التي تواجه المغرب وسط بيئة جهوية ودولية شديدة التعقيد، يورد الزعيم الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة.