موقف محرج واجهته شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، الأربعاء الفائت، خلال زيارتها لإقليم تاونات لإعطاء الانطلاقة الرسمية عشية حلول فصل الصيف لحملة التحسيس بمخاطر السباحة ببحيرات السدود، والتي تخلف سنويا عددا كبيرا من الضحايا من مختلف الأعمار، حيث تعرضت الوزيرة لحملة مضادة غاضبة من سكان الإقليم، والذين وصفوا زيارتها بأنها أخطأت عنوانها، مشددين كما جاء في تعليقاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي بأن الوزيرة وحكومة العثماني وبدلا من الإنكباب على حل أزمة العطش كأولوية لسكان المنطقة، فضلوا إطلاق حملة للتحسيس بمخاطر السباحة. واستنادا إلى المعلومات التي استقتها "أخبار اليوم" من مصادرها بإقليم تاونات، فإن عددا من مناطق الإقليم، وبموازاة زيارة كاتبة الدولة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال لسد إدريس الأول لإطلاق حملتها للتحسيس بمخاطر السباحة ببحيرات السدود، عرفت احتجاجات غاضبة على عدم تطرق الوزيرة لخطر العطش الذي يتهدد السكان، خصوصا أن فصل الصيف حل وسط رحلات يومية يقومون بها بحثا عن مياه الشرب، كما حدث الصيف الماضي. وفي السياق ذاته، أشهر الغاضبون "هاشتاغ" بمواقع التواصل الاجتماعي، كشفوا فيه النقاب عن لائحة المشاريع المتعثرة بالإقليم، والتي تخص تزويد السكان بالماء الشروب، ذكروا منها مشاريع أطلقها الملك سنة 2010، لكنها لم تكتمل، منها مشروع تزويد غفساي والجماعات المجاورة لها بالماء الشروب انطلاقا من حقينة سد الوحدة، والمصير نفسه انتهى إليه مشروع آخر يهم خمس جماعات (سيد المخفي وتيمزيانة وكلاز ووردزاك ومضراوة)، والتي بدأت فيها أشغال جلب الماء الصالح للشرب منذ سنة 2007، لكن الأشغال لم تنته حتى اليوم، بحسب ما كشف عنه ل"أخبار اليوم" البرلماني بفريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب وممثل دائرة القرية/ غفساي بإقليم تاونات، محمد حجيرة. وفي مقابل المشاريع المتعثرة، ينتظر سكان الإقليم إخراج مجموعة من المشاريع الجديدة حديثة البرمجة، منها مشروع بناء سد"أولاي"بجماعة الرتبة، والتي يدبر شؤونها المحلية رفاق كاتبة الدولة المكلفة بالماء شرفات أفيلال، والتي سبق لها أن أعلنت ضمن خطة عمل وزارتها ل2017/2021 عن تشييد سد جماعة الرتبة، وهو من فئة السدود المتوسطة تعول عليه الوزارة لحل مشكل مياه السقي لمشاريع فلاحية بديلة، سبق أن أطلقتها الدولة ضمن برامجها لمحاربة زراعة القنب الهندي. يذكر أن حملة التحسيس من مخاطر السباحة ببحيرات السدود التابعة لأحواض سبو وملوية وأم الربيع ودرعة، والتي أطلقتها كاتبة الدولة المكلفة بالماء من سد إدريس الأول بإقليم تاونات، تأتي وسط مؤشرات على استمرار أزمة العطش، والتي أخرجت الصيف الماضي عددا من سكان المدن والقرى المغربية للاحتجاج، أعقبها تدخل عاجل لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والذي قدم في يوليوز من الصيف الماضي بمجلس النواب خطة حكومته لمعالجة ظاهرة ندرة مياه الشرب، حيث وعد السكان المتضررين بالقضاء على العجز الحاصل في ماء الشرب قبل صيف 2018، وذلك عبر معالجة استعجالية للمشاكل التي يعانيها 37 مركزا للتزود بالماء بمختلف الأقاليم النائية، لكن تعثر إنجاز هذه المشاريع واستمرار الاحتجاجات تطلب تدخلا ملكيا في الخامس من شهر يونيو الجاري، حيث أعطى تعليماته في اجتماع بالقصر حضره الوزراء المكلفون بالماء، لأجل الإسراع بتزويد المملكة ببنيات تحتية مائية، من شأنها الاستجابة لحاجيات المواطنين على مستوى المناطق التي تعاني خصاصا في مياه الشرب.