يبدو أن مهندس اعتقال ومحاكمة توفيق بوعشرين يعيش إحباطا كبيرا بفعل فشل كل مخططاته لإعدام مؤسس هذه الجريدة، رمزيا وشعبيا، لذلك، جرى إطلاق المواقع والجرائد المشبوهة من عقالها، لتنتقل من مرحلة التشهير عبر تضخيم وقائع والنفخ فيها كذبا، إلى مرحلة اختلاق حكايات من وحي خيالها المريض، وصولا -الآن- إلى مرحلة نشر تفاصيل مكالمات هاتفية بين نشطاء حقوقيين أو صحافيين على صفحات مواقع التشهير المشبوهة. وهذا أمر خطير، أن يصبح المتنصت مراسلا سريا لنوع من الصحافة. إن النقاش الذي أطر تشكيل لجنة الحقيقة والعدالة في قضية توفيق بوعشرين، وشارك فيه صحافيون وحقوقيون وسياسيون، لا يجمع بينهم سوى قلق التجاوزات التي عرفها هذا الملف، هو نقاش وقف على حالة السعار التي أصابت جزءا محسوبا –للأسف- على الجسم الصحافي والمحامين، والذي كلما عربد في الإساءة إلى بوعشرين، أكد أن هذا الملف مخدوم، وأن «الخدامين» فيه بقدر ما يفتقرون إلى النزاهة والمصداقية، يفتقرون إلى الذكاء أيضا. يوما بعد يوم، يتأكد أن محكمة المجتمع قالت كلمتها في هذا الملف، أما الباقي فمحض تفاصيل قد تكون ظالمة وفظيعة.. لكنها لا تزحزح حكم الشعب.