في خطوة غير مسبوقة، خرجت العاملات الموسميات المغربيات في ضيعات الفراولة الإسبانية، للاحتجاج أمام مقر الحرس المدني الإسباني في منطقة هويلفا، التي عرفت جدل الاعتداءات الجنسية عليهن. ونقلت صحيفة "كونفيدونسيال أندلوز" الإسبانية، مساء أمس السبت، مقطع فيديو يوثق لاحتجاجات العاملات المغربيات أمام مقر الحرس المدني الإسباني، معتبرة أن الاحتجاج بدأ عفويا، ثم كبر بالتحاق متظاهرات أخريات، رافعات شعار "ليس جيد"، لانتقاد ظروف اشتغالهن، وإقامتهن في الضيعات الإسبانية. الاحتجاج غير المسبوق، الذي وصفته الصحافة الإسبانية ب"التمرد الحقيقي" للنساء العاملات في مدينة ألمونت في هويلفا، انضمت إليه مائة عاملة مؤقتة، للتنديد بظروف العمل، التي عانين منها خلال الموسم الحالي لجني الفراولة، وبعدم الامتثال للاتفاقيات والخروقات المختلفة، التي يتعرضن لها من طرف الملاحظين، أو أرباب العمل. وحسب المصدر ذاته، فإن العاملات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، تمردن، أمس، لأول مرة، للفت الانتباه إلى ما عانينه خلال فترة عملهن في حقول الجارة الشمالية، ومواجهة التقليل من شأن المعلومات المنشورة من قبل وسائل الإعلام حول الاعتداءات، التي تعرضن لها في حقول الفراولة، وكذلك من أجل تقديم شكوى جماعية للشرطة الإسبانية، للمرور من الجانب الإعلامي للقضية، إلى الجانب القانوني. يذكر أن لجنة مغربية مختلطة كانت قد زارت النساء العاملات في الحقول الإسبانية، في شهر ماي الماضي، وصرح محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، أن وزارته، والمصالح القنصلية المغربية، والشركة الإسبانية لم يسجلوا أي شكايات للعاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة، إلا أن صحيفة ألمانية نقلت شهادات مصورة لعدد منهن تعرضن لاعتداءات جنسية، وهو ما استدعى تدخل الشرطة الإسبانية، والادعاء العام، وهو ما أسفر عنه توقيف أول متهم في القضية، والإعلان الرسمي عن أربع شكايات مسجلة لدى المصالح الأمنية الإسبانية.