أمين لمخيضة – صحفي متدرب بعيدا عن الأضواء وبخطى ثابتة، يشق "الأسد المغربي" بونو طريقه نحو القمة في الدوري الإسباني، منتزعا أحقيته في الرسمية مع نادي خيرونا، بتواجد حارس إسباني كبير من قيمة "إيرايزوز". عاشق بادو الزاكي، ترعرع وتعلم أبجديات حراسة المرمى بمدرسة الوداد الرياضي، قبل أن يبتسم له الحظ سنة 2010، بعد إصابة الحارس الأول للفريق آنذاك نادر لمياغري قبيل نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، لينقض الحارس الشاب على فرصته بالنواجد، مقدما أداء رجوليا رائعا ومنقذا مرمى فريقه من أهداف محققة. أداء وتألق بونو في النهائي الإفريقي، وصل صداه إلى العاصمة الإسبانية مدريد، لترصده أعين "الروخي بلانكوس" بقيادة مدربهم الأرجنتيني دييغو سيميوني. فهناك سيبدأ مرحلة ومغامرة جديدة، ولأن البدايات دائما ما تكون صعبة، طبع الشك والإحباط رحلة "الِشبل المغربي" إلى مدريد، خصوصا في ظل تواجد حارسين عالميين ( البلجيكي كورتوا والسلوفيني أوبلاك). وعلى مدار أربع سنوات، لم يحظى بونو قط بالمشاركة كرسمي رفقة الفريق الأول، واكتفى باللعب رفقة رديف نادي العاصمة مدريد حتى سنة 2014، التي شكلت منعرجا حاسما في مساره الإحترافي بإعارته لنادي سرقسطة بالدرجة الثانية "لاسيغوندا". رفقة سرقطة قدم بونو موسمين في المستوى، وخاض الكثير من المباريات كرسمي، وكان قريبا من قيادته إلى العودة مجددا إلى الدرجة الأولى الإسبانية، لولا انهزامهم في مباراة "البلاي أوف" الأخيرة. بعد فترة الإعارة التي قضاها مع سرقسطة، عاد بونو إلى ناديه أتليتيكو مدريد، ليجد حارسا عملاقا اسمه يان أوبلاك، فكان لزاما على الشاب المغربي البحث عن فريق آخر يضمن معه الرسمية، فلم يجد من مكان أفضل من "خيرونا" الذي وقعه معه على شهادة ميلاده الرياضية. خلال تجربته مع الفريق الكتلاني، عاد بونو لكتابة سطر جديد في مساره الإحترافي، محققا صعودا تاريخيا رفقة النادي إلى دوري "لالليغا"، وفي موسمه الثاني مع خيرونا، فجر الحارس المغربي طاقاته ومواهبه أمام كبار الدوري الإسباني، محافظا على نظافة شباكه في تسع مباريات، ليعادل رقم الأسطورة بادو الزاكي لما كان حارسا لمرمى مايوركا. أرقام بونو لم تتوقف، واستمرت أسهمه في الصعود، بعد اختياره أكثر من مرة كرجل المباراة، وتواجده رفقة التشكيل المثالي للدوري الإسباني، وهو التألق الذي جعله مطمعا لفرق عديدة، أبرزها نادي ريال سوسيداد، الذي خطب وده في أكثر من مرة. مع المنتخب، تناوب المدربون على المناداة على بونو رغم اختلافهم، فكانت أول مشاركة له سنة 2013 في ودية أمام منتخب بوركينافاسو، لكنه لم يحظى بالرسمية لتواجد حراس يملكون الخبرة رفقة الفريق الوطني، لتقتصر مشاركاته على 6 مباريات فقط. مع مرور السنين، وتعاقب المباريات، اكتسب بونو المزيد من الخبرة وفرض نفسه نجما فوق العادة بعدما وقف سدا منيعا أمام كبار نجوم الدوري الاسباني، وهو ما قوى حظوظه في المشاركة في أكبر محفل كروي بالعالم، سيما بعد تألقه طوال الموسم الحالي مع فريقه، علاوة على فقدان الحارس الأول منير المحمدي للتنافسية رفقة نومانسيا بالدرجة الثانية، رغم كون رسمية الأخير لاتناقش، خصوصا من طرف الناخب الوطني هيرفي رونار، الذي يثق فيه كثيرا. يراهن بونو، بشكل كبير، على استغلال إمكانية المشاركة في المونديال في نسخة طبق الأصل لاستغلاله فرصة إصابة المياغري رفقة الوداد، ليحقق حلم الطفولة بحراسة مرمى "الأسود" في كأس العالم المقبل، وحينها ستتكرس مقولة "مصائب قوم عند بونو فوائد".