الخلاف بين دول الخليج وقطر وصلت تداعياته إلى جهة مراكش – آسفي. فبعد سنة على إطلاقها بشكل رسمي، توقفت أشغال مشاريع خيرية ضخمة، تتجاوز قيمتها المالية 100 مليون أورو (أكثر من 100 مليار سنتيم)، كان مقرّرا إحداثها بالعديد من المدن والجماعات الترابية بالجهة، في غضون سنتين اثنتين، بتمويل من "مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية" القطرية، وهي المشاريع التي كان رئيس مجلس إدارتها، الشيخ نواف بن جاسم آل ثاني، أخ الرئيس السابق لمجلس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الرئيس المؤسس للمؤسسة نفسها، أشرف، السنة المنصرمة، على وضع حجرها الأساس، ويتعلق الأمر بمستشفيين، ومراكز لتصفية الدم، وجامعة، فضلا عن مسجد، ومؤسسة اجتماعية. وأرجع مصدر مسؤول تأخر أشغال بناء بعض هذه المشاريع الخيرية، خاصة مستشفى بمقاطعة "سيدي يوسف بنعلي" بمراكش، إلى تأخر تحويل الدفعة الثانية من الهبة القطرية لسداد مستحقات المقاولة المكلفة بالبناء، وهو التأخير الذي قال المصدر نفسه إن المسؤولين القطريين عللوه بالحصار الاقتصادي المضروب على بلدهم من طرف الدول الخليجية الأخرى. وقد كان مقررا أن يُطلق اسم والدة رئيس المجلس الإداري للمؤسسة، "الشيخة شريفة بنت إبراهيم النصر"، على مستشفى مراكش، الذي يمتد على حوالي 3 هكتارات (28397 مترا مربعا)، ويحوي مجموعة من التخصصات والأقسام، وهي: قسم الجراحة، والطوارئ والعناية المركزة، وطب النساء والتوليد، وطب الأطفال، والطب العام، والأمراض الباطنية، ومختبر للتحليلات الطبية والفحص بالأشعة، وصيدلية، ومرافق أخرى. كما كان منتظرا أن تمول المؤسسة بناء وتجهيز ثلاثة مراكز لتصفية الدم بمدن مراكشوآسفي وابن جرير، فضلا عن تشييد وتجهيز مركز لتأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بمراكش، وهي المشاريع التي تصل تكلفتها المالية مجتمعة إلى أكثر من 40 مليون أورو (أكثر من 40 مليار سنتيم). وتشمل المشاريع الخيرية القطرية بجهة مراكشآسفي محورا ثانيا من حيث التمويل، تبلغ تكلفتها المالية 60 مليون أورو (أكثر من 60 مليار سنتيم)، وكان مقررا تغطية مصاريف إنجازه في إطار هبة مالية من الأمير السابق لدولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتعلق ببناء وتجهيز مستشفى عمومي بمدينة آسفي، وهو المشروع الذي صوّت مجلس بلدية المدينة، خلال دورة ماي من السنة الماضية، على مقرّر بتوفير بقعة أرضية لإنجازه في مدة لن تتجاوز سنتين بعد انطلاق أشغال البناء. كما تشمل المشاريع جامعة بمدينة الصويرة، كان منتظرا إحداثها بمنطقة "الغزوة"، الواقعة على الطريق المؤدية إلى مدينة أكَادير، وهي المؤسسة الجامعية التي من المفترض أن تضم كليات المتخصصة في علوم الحاسوب وريادة الأعمال، فضلا عن بناء مسجد كبير بمراكش، وإحداث ثلاثة مراكز لتصفية الدم بالجماعة القروية "الرافعية" بإقليم قلعة السراغنة، وبالجماعتين الحضريتين "آيت أورير" بإقليم الحوز، و "سبت كَزولة" بإقليم آسفي. واستنادا إلى مصدر مسؤول بالجهة، فإن برمجة هذه المشاريع الاجتماعية والصحية والتعليمية، جاءت في سياق اتفاقية شراكة سبق لمجلس الجهة أن صادق عليها، خلال دورة يوليوز من سنة 2016، أبرمها مع مؤسسة "جاسم وحمد بن جاسم الخيرية"، التي تعهدت بتمويل جميع مراحل الدراسات التقنية والبناء والتجهيز، فيما تلتزم مجالس الجماعات الترابية، التي ستقام المشاريع بمجالها الترابي، بتنسيق مع الجهات المركزية، بتأمين الوعاء العقاري لهذه المشاريع، على أن تقوم بعد ذلك الدوائر الحكومية المختصة بمهام التدبير والتسيير الإداري والتقني لهذه المؤسسات، وتعيين الموارد البشرية العاملة بها.