يعود شبح الفيروسات الإلكترونية والبرمجيات الخبيثة ليهدد الحياة الخاصة للمواطنين المغاربة، الذين يستعملون بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي، خصوصا النشطاء الحقوقيين والسياسيين. أكثر من ذلك، يمكن استعمال هذه الفيروسات لاختراق شريحة الهواتف المحمولة الذكية لإجراء مكالمات هاتفية وبعث رسائل نصية دون علم أصحاب تلك الهواتف المستهدفة. هذا ما كشفه تقرير جديد أعده باحثون في شركة "كاسبرسكي لاب" للأمن الإلكتروني. ورجح التقرير إمكانية أن تكون حملة استهداف بعض النشطاء الحقوقيين والسياسيين نابعة من بعض الحكومات أو الوكالات الاستخباراتية. صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، التي نشرت بعض تفاصيل التقرير، أوضحت أن الأمر يتعلق ببرنامج خبيث يُدعى "Zoopark" (حديقة الحيونات)، قادر على معرفة كل ما تتضمنه تطبيقيات "الواتساب" و"تيلغرام" و"إيمو"، وتطبيقات أخرى، يثبتها المواطنون على هواتفهم الذكية، مبرزا أن هذا الفيروس يهاجم بشكل كبير مستعملي الأجهزة التي تعتمد برمجية أندرويد (Android). وأوضحت الصحيفة أن: "شركة "كاسبرسكي لاب" اكتشفت حتى الآن، هجمات على مستعملي هذه التطبيقات في كل من مصر والأردن والمغرب ولبنان وإيران؛ كما تشير، إلى أن أحد أهداف المهاجمين قد يكون من الأعضاء في وكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين". ويشير التقرير الأصلي إلى أن بعض مستعملي هذه التطبيقات تعرض لهجمات في الأسابيع الأخيرة من قبل الفيروس نفسه. وأشارت، كذلك، إلى أن هذا الفيروس يستعمل المواقع الإلكترونية المرخص لها كمصادر لنقل العدوى الفيروسية، لهذا يرشح الباحثون، الذين أعدوا التقرير فرضية، أن تكون هذه الحملة الفيروسية مدعومة من قبل دول ضد بعض النشطاء السياسيين والحقوقيين الذين يستعملون هذه التطبيقات. وأبرزت، أيضا، أن الباحثين كانوا يعتقدون في البداية أن الأمر يتعلق بآلية عادية جدا للتجسس "السيبراني"، غير أن عند تحليلهم للفيروس تواجهوا مع نسخة أكثر تعقيدا وتطورا. ويرجحون أن الأمر يرتبط بالنسخة الرابعة من هذا الفيروس، والتي تعتبر أكثر عدوانية. فيما النسخة الأولى ظهرت سنة 2015. ويضيف المصدر ذاته أنه بعد استهداف فيروس "ZooPark" الهاتف، يُثبت مباشرة تطبيق يسمى "keyloggers"، والذي يسمح للطرف المتجسس بالحصول في الحين على جميع "المعلومات التي تهم قائمة أرقام هواتف من يتعامل معها، وبيانات شخصية، وبيان كشف المكالمات، وتسجيلات المكالمات، والصور المخزنة في ذاكرة الهاتف، وتحديد مكان وجود المستعمل (GPS) ، والولوج إلى شريحة الهاتف، وتفاصيل على كل التطبيقات المثبتة في الهاتف". هذا، ولم يسجل التقرير الاستعانة بهذا الفيروس للتجسس على الحياة الخاصة لمستعملي تطبيقات التواصل الاجتماعي في بعض بلدان الجوار مثل الجزائر وتونس وموريتانيا، وإسبانيا وفرنسا. كما أن السلطات في البلدان الخمسة، من بينها المغرب، التي تعرض فيها بعض المواطنين لهذه الهجمات لم تخرج لتقدم توضيحات حول هذا الفيروس الذي يهدد الحياة الشخصية لملايين المغاربة، والذين يستعملون تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي.