احتشد الآلاف من المتظاهرين، مساء أول أمس الاثنين، في مسيرة احتجاجية للتنديد بالوضع الأمني المتردي بشوارع العرائش حيث انطلقت المسيرة من مقبرة للا منانة مباشرة بعد دفن جثمان الهالك "زهير البياز، 25 سنة" الذي لقي مصرعه عندما كان مارا بالشارع العام في واضحة النهار، فتم ذبحه من الوريد الأيمن، من طرف شاب معروف بسلوكه الاجرامي، وكان وقتها في حالة هستيرية. وقد جابت حشود المتظاهرين وهم يحملون عاليا "النعش" الذي حمل فوقه جثمان الهالك وهو في طريقه إلى مثواه الأخير، شارع محمد الخامس في اتجاه ساحة التحرير التي طافوا حولها لمرات عدة، وهم ينددون بانتشار ظاهرة الاعتداءات بالسيوف والسرقات والسطو على المنازل، قبل أن يتوجهوا إلى حي جنان بيضاوة، حيث تم الاعتداء على الضحية. شهود عيان أكدوا أن الجاني "ع. ش" كان، مساء الأحد الماضي، فوق براكة الأسرة بحي جنان بيضاوة، قبل أن ينزل إلى شارع عبد الرحمان الغافقي، حيث كان الضحية "زهير البياز" يسير بالشارع، حيث باغته الجاني من الخلف، ووجه له ضربة سكين قوية إلى العنق، ثم أعاد السكين إلى جيبه ببرودة دم وكأن شيئا لم يحدث، حيث سقط الضحية جثة هامدة بعد وقت وجيز، قبل أن يطعن رجلا آخرا على مستوى البطن، حيث لا زال هذا الأخير يتلقى العلاج بالمستشفى الاقليمي للا مريم، كما هاجم كل من كان يتواجد بالقرب من مكان الحادث، حيث روع الحي، بل الأخطر من ذلك أنه مباشرة بعد اعتقاله اعتدى على رجل أمن بواسطة سكين، حيث تسبب له في جرح غائر على مستوى اليد. وعلمت "اليوم 24" من مصدر مطلع، أن الجاني حاول ذبح زوجته وابنه، قبل ثلاثة أشهر، كما حاول ذبح فقيه بالحي، أواخر 2013، لكن تم إنقاذه، حيث تمت إحالته من طرف المكتب الصحي ببلدية العرائش، يوم 4 أكتوبر 2013، على مستشفى الأمراض النفسية بطنجة، كما منحت له وصفة طبية، قبل أن تنتابه مؤخرا نوبة هيستيرية، مما اضطر شقيقه الأكبر إلى طرق كل الأبواب بهدف توقيفه، تفاديا لارتكابه ما لا يحمد عقباه. أسرة الجاني بدورها تحمل مسؤولية ما وقع لعدة جهات مسؤولة، حيث أكد "م.ش" شقيق الجاني في اتصال مع "اليوم 24" أنه توجه في البداية، الجمعة الماضي، إلى مصلحة الوقاية المدنية، ثم المكتب الصحي بالبلدية، وفي الأخير إلى مصلحة المداومة بالمنطقة الاقليمية للأمن، لمطالبتهم بتوقيف شقيقه الذي أصبح يشكل خطرا حتى على أفراد العائلة، على اعتبار أنه مصاب باضطرابات نفسية، لكنهم رفضوا التدخل بمبرر أن الأمر لا يعنيهم.