خلصت الجلسة التي عقدها المسؤولون بعمالة العرائش بعد ظهر أول أمس الاثنين مع لجنة ضمت عددا من الممثلين عن أصحاب البراريك القصديرية المهدمة في أبريل المنصرم ،اثر مقتل عبد الرحيم اليملاحي ممثل سكان الأكواخ القصديرية المهدمة أمام السلطات المحلية الى جانب آخرين صباح الاثنين بضربة سكين قرب قلبه بعد خنقه والاعتداء عليه، ورميه في تجزئة ادريسية قرب حي الشوكة القصديري المهدم مؤخرا بقرار من السلطات المختصة، الى طمأنة السكان الذين شملهم الاحصاء في 2005 والتأكيد على حقهم في الاستفادة من البقع الموزعة (70مترا مربعا) وعددهم 36 مستفيدا ، اضافة الى اعطاء وعود للسكان القدامى الذين لم يشملهم الاحصاء بالحي القصديري المعدوم الملقب ب «الشوكة»و بينما حادثة القتل ستتولى شؤونها الجهات الأمنية المختصة وتعلن عن نتيجتها لاحقا . ويأتي هذا الاتفاق بعد التظاهرة الصاخبة التي نظمها سكان الحي القصديري المذكور صباح أول أمس الاثنين إثر وفاة زميلهم وأحد المدافعين عن ملفهم أمام الجهات المسؤولة، جابوا خلالها الشارع الرئيسي للمدينة ورددوا شعارات تدين السلطات العمومية خاصة رئيس منطقة سيدي العربي المتهم بتهديد السكان المحتلين لمقاطعته بعد هدم أكواخهم القصديرية وبعد طردهم من مقر الجماعة الحضرية لبلدية العرائش التي كانوا يعتصمون بها . وحسب تصريحات للسكان استقيناها من عين المكان، فإن رئيس المقاطعة هددهم وتوعدهم بالمفاجأة يوم الاثنين، الأمر الذي جعلهم يربطون بين تصريحاته والجريمة الواقعة ليؤكدوا أنه من كان وراء هذه المأساة، غير أن أحد المسؤولين الأمنيين وصف هذه التصريحات بالمزايدة نظرا للعلاقة المتشنجة بين سكان الحي المذكور ورئيس المنطقة. وأكد أن البحث منصب حاليا على معرفة الجناة المتورطين في هذه القضية، وأضاف أن الأمر لايعدو أن يكون تصفية حسابات خاصة وأن الضحية كان يدافع عن جميع قاطني سكان الحي الصفيحي السابق الذكر دون تمييز الأمر الذي قد يغضب البعض. من جهة أخرى علمت الجريدة أن الضحية كان يعتزم زيارة ديوان المظالم اول أمس الاثنين الذي وجد فيه مقتولا بعد أن زاره في فترة سابقة لوضع شكاية موكليه بالانابة . وتتضارب الأنباء حول كيفية غيابه عن البيت : ففي الوقت الذي يؤكد فيه أصدقاؤه أن ثلاثة أشخاص طلبوا منه مرافقتهم للحديث معه في موضوع الوكالة عن السكان المهدمة أكواخهم بعد ظهر الأحد الماضي، فاصطحبهم ومنذ تلك الساعة لم يظهر له أثر حتى وجد مقتولا صباح الاثنين. وذهب والده الى القول بأن شخصا يسوق دراجة نارية، نادى عليه من المنزل بعد الظهر واصطحبه في دراجته لتنقطع أخباره بعد ذلك حتى وجد مقتولا في اليوم الموالي، موضحا أنه لايعرف صاحب الدراجة النارية. الى جانب ذلك فتحت المصالح الأمنية المختصة تحقيقا في الموضوع، واستدعت لهذا الغرض كل من له علاقة بالهالك الذي ما زالت جثته ترقد بالمستشفى الاقليمي للا مريم في انتظار نتائج التشريح. ومعلوم أن الضحية عبد الرحيم اليملاحي من مواليد العرائش سنة 1976 متزوج وأب لطفلين يمتلك ملبنة، كما يشتغل نجارا في مراكب الصيد . وكانت السلطات العمومية قد جندت أوائل أبريل الماضي المئات من رجال السلطة من مختلف التخصصات (رجال أمن ، قوات التدخل السريع، القوات المساعدة وأجهزة أمنية أخرى) وشرعت في هدم أزيد من سبعمائة براكة نبتت بين 2004 و2009 في الدائرة الحضرية السابعة المعروفة بسيدي العربي في أكبر عملية من نوعها كميا ونوعيا لينطلق بعدها مسلسل اعتصام سكان الأكواخ القصديرية المهدمة بالبلدية والمقاطعة، ولينتهي الاثنين الماضي بهذه الجريمة المأساوية.