خرجت النقابة الوطنية للتعليم العالي منقسمة مرة أخرى من مؤتمرها الحادي عشر، الذي انعقد مؤخرا بمراكش، بسبب انسحاب مؤتمرين يمثلون رابطة الأساتذة الاستقلاليين. وهوّن رئيس المؤتمر، محمد أرحو، أستاذ بكلية الآداب بتطوان، من قرار انسحاب الاستقلاليين، وقال ل" اليوم"24 إن رئاسة المؤتمر "لم تفهم انسحاب بعض المؤتمرين، ونحن نتأسف لذلك". وبرّر محمد الركراكي، الكاتب الوطني لرابطة الأساتذة الاستقلاليين، قرار الانسحاب بما اعتبره "انزلاقات في عملية انتخاب المؤتمرين"، حيث "تم إقصاء عدد من المؤسسات، واعتماد أساليب غير مشروعة في انتخاب المؤتمرين في مؤسسات أخرى". وبّر الركراكي حضورهم لأشغال المؤتمر في مراكش رغم ما وصفه ب"الانزلاقات" التي سجلت قبل المؤتمر، بالقول إن ذلك حصل على "أمل التغلب على كل الإكراهات"، ليفاجأ الاستقلاليون، حسب قولهم، ب"أساليب بائدة عفا عنها الزمن"، تتمثل في "تهريب المؤتمر إلى غرف المؤتمرين وطبخ لائحة لأعضاء اللجنة الإدارية دون رجوع إلى المؤتمرين". وفي بلاغ رسمي لرابطة الأساتذة الاستقلاليين، أكدت أنه تم "اللجوء إلى استعمال أساليب مهينة، أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها تسيء للنقابة الوطنية"، كما أشارت إلى "تهريب المؤتمر نحو غرف خاصة في إطار الكولسة المعلومة، بعيدا عن أعين المؤتمرين الذين أضحوا معتقلين داخل الفندق لا يعلمون ما يحدث". لكن رئيس المؤتمر، محمد أرحو، نفى كل تلك الاتهامات، وقال ل"أخبار اليوم" إن "المؤتمر الحادي عشر كان لحظة استثنائية، وتميز بنقاش ديمقراطي ومسؤول بين جميع المكونات السياسية الممثلة في النقابة"، وأضاف أن الخلاف حصل بسبب أن "التوافقات لا تكون دائما مرضية للجميع". وكشف أرحو أن أساتذة حزب الاستقلال كانوا "ممثلين في اللجنة الإدارية السابقة بممثل واحد، حسب حجمهم. وخلال محاولة التوافق على اللجنة الإدارية الحالية، منحناهم عضوين لكنهم رفضوا وطالبوا ب7 أعضاء، بينما حضورهم في المؤتمر لم يكن يتجاوز 10 أعضاء في المجموع". وأوضح أرحو أن التمثيلية في اللجنة الإدارية تكون "حسب عدد المؤتمرين من كل مكون سياسي، ويجري ذلك بالتوافق لأنه يسمح بالتمثيلية للجميع في اللجنة الإدارية وفي المكتب الوطني كذلك". انسحاب الأساتذة الاستقلاليين من المؤتمر الحادي عشر، يعني حرمانهم من التمثيلية في اللجنة الإدارية التي سيطر عليها مكون الاتحاد الاشتراكي، بفارق كبير عن باقي المكونات الممثلة في النهج الديمقراطي والعدل والإحسان والتقدم والاشتراكية وآخرين من تيارات مختلفة. ويعد انسحاب الأساتذة الاستقلاليين من المؤتمر الحادي عشر ثاني انسحاب بعد الانسحاب الذي عرفه المؤتمر العاشر وتزعمه أساتذة العدالة والتنمية، الذين أسسوا حركة تصحيحية تحولت في مارس 2015 إلى نقابة وطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.