يبدو أن أيام إلياس العماري، على رأس حزب الأصالة والمعاصرة، باتت معدودة، فحسب مصادر قيادية داخل "البام"، فإن الدورة الاستثنائية المقبلة ستكون بمثابة العشاء الأخير للعماري، إلى جانب عدد من القيادات التي بات غير مرغوب فيها داخل "البام". هذا ما أكدته فاطمة الزهراء المنصوري في تصريح ل"اليوم24″، بقولها إن الدورة الاستثنائية لبرلمان الحزب ستخصص لتدارس سيناريوهات ما بعد استقالة الأمين العام، موضحة أنها تأتي في وقت لم يتم فيه إغلاق الدورة الاستثنائية التي بقيت معلقة، والتي كان يُفترض أن تبت في استقالته، موضحة أن الحزب كون عقب ذلك لجنة متابعة برئاستها، وهي اللجنة، التي أصدرت تقريرها في منتصف شهر أبريل الجاري، الأمر الذي يقتضي عقد دورة جديدة لبرلمان الحزب لتدارس المخرجات، والإجابة عن المشكلات العالقة، ومنها مسألة استقالة العماري. المنصوري، التي قررت استئناف نشاطها داخل أجهزة الحزب، بعد فترة من الغياب، إثر خلافات مع الأمين العام حول التدبير التنظيمي للحزب، تتعلق بتشكيل لجنة وطنية، والتي أوكل إليها إعداد مقترحات وسيناريوهات تجديد الهياكل الحزبية، عقب تقديم العماري استقالته قبل تراجعه عنها، أشارت إلى ضرورة الحسم في موضوع الاستقالة خلال الدورة الاستثنائية المقبلة، وقالت: "إننا أعلنا بشكل صريح في الدورة ال22 عن الإخبار باستقالة الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة". وحسب ما تضمنته مراسلة العماري، التي تتوفر "اليوم24" على نسخة منها، فإنها تأتي "تبعا لمخرجات الدورة الثانية والعشرين للمجلس الوطني؛ وبناء على مقتضيات المادة 49 من النظام الداخلي للحزب". من جهة أخرى، أوضح قيادي آخر من الحزب للجريدة، أن العماري يستعجل عقد الدورة الاستثنائية للبت في تعديل النظام الداخلي للحزب وإعادة هيكلة مؤسساته الوطنية، وإعادة النظر في التوجه السياسي الذي وسمت به مرحلته، الأمر الذي ينتظر أن يخلق نقاشا حادا، خاصة فيما يتعلق بالمكتب السياسي ورئاسة المجلس الوطني وسكرتاريته. ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة حالة من الغليان الداخلي نتيجة ارتفاع الأصوات المعارضة لإلياس العماري، احتجاجا على ما يصفونه ب"التلاعب بالأجهزة المنتخبة"، و"إدخاله الحزب في حالة من الجمود والانتظارية القاتلة".