نقلت أمهات النشطاء المعتقلين على خلفية "حراك جرادة"، منذ شهر مارس الماضي، معاناة أبنائهن إلى العاصمة الرباط، حيث حكين والدموع تنمهمر من عيونهن، والألم يعتصر قلوبهن، ظروف اعتقال فلذات أكبادهن، وطالبن بتدخل عاجل لإطلاق سراحهم. عيشة المسعودي، المرأة المسنة، ووالدة علوان مصطفى، المعتقل على خلفية أحداث جرادة، وإحدى اللائي طبعن مسيرات "حراك جرادة" على مدى أشهر، بعدما عرفت بين المتظاهرين ب"امي عيشة"، أدلت، صباح اليوم الجمعة، بشهادة مؤثرة، خلال ندوة تقديم الإئتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان لنتائج عمل لجنة تقصي الحقائق حول أحداث جرادة، وقالت إنها أول من التحق بالحراك قبل ابنها، "درنا الحراك على الما والضو، والحالة حالة الله و44 محمل ديال الموتى من ولادنا لي ماتو". الأم المسنة، والدة المعتقل علوان، نقلت معاناة الأمهات في جرادة، والدات عمال الساندريات، والمعتقلين على خلفية حراك جرادة، قالت: "حالتنا حالة الله، وكنا غاديين سلميين كنطالبو مورسو ديال الخبز، ونهار طالبنا بالقانون وطالبنا بهاديك المدينة المنكوبة تتكعد شويا وقعنا فالاعتقالات"، معبرة عن واقع المدينة المنجمية، التي ابتلعت آبار الفحم أرواح رجالها، ورملت نساءها، وأضافت: "جرادة رجالها مشاو للشربون وعيالاتها غير الأرامل". راضية منير، والدة المعتقل بوطالب أسامة، نقلت هي الأخرى في شهادتها، صباح اليوم، جزءا من معاناة نساء مدينة جرادة، وقالت إن راتبها 1400 درهم، وفواتير الماء والكهرباء المرتفعة في المدينة تكلفها 700 درهم، وهو نموذج يتكرر في أغلب بيوت المدينة، ما دفع الأهالي إلى الخروج في حراك الغضب للمطالبة بمجانية الماء، والكهرباء. والدة المعتقل بوطالب حكت أمام الحاضرين لندوة تقديم نتائج التحقيق في أحداث "الأربعاء الأسود" في جرادة، جزءا من مأساة أمهات المعتقلين، والشباب العاملين في آبار الفحم الحجري، وقالت أن لديها ثلاثة أبناء يتوجهون إلى آبار الموت كل صباح، من أجل توفير لقمة العيش للأسرة، وتمكين الأخ الرابع من استكمال دراساته الجامعية، وأضافت أن وضع أسرتها، وباقي أسر المعتقلين، تفاقم منذ ايداع أبنائهم سجن وجدة.