بعد تكوين حزب العدالة والتنمية للجنة، التي ستشرف على الحوار الداخلي، وعقدها لقاء الأحد الماضي برئاسة سعد الدين، العثماني الأمين العام، تبين أن هناك انقساما بشأن استحضار السياق الذي جاء فيه إطلاق هذا الحوار، بين توجه يريد أن يكون الحوار مناسبة لتسليط الضوء على إعفاء عبدالإله بنكيران، من رئاسة الحكومة في مارس 2017، ومناقشة الأزمة التي عاشها الحزب بسبب تشكيل الحكومة في أبريل 2017، وتوجه آخر يريد "تعويم الحوار"، حسب مصدر من الحزب، ويسعى إلى إظهار محطة الحوار باعتبارها مناسبة عادية داخل الحزب سبقتها حوارات أخرى. هذا الخلاف برز خلال اجتماع اللجنة الأحد الماضي، حيث تبين من النقاش، أن هناك من لا يريد أن يستحضر الأزمة التي عاشها الحزب، بعد إعفاء بنكيران، والخلافات بشأن قراءة المرحلة السياسية التي مر منها الحزب، وتوجه آخر يريد من الحوار أن يكون محطة للنقاش العام. سعد الدين العثماني تفادي في كلمته الافتتاحية، خلال ترؤسه اجتماع اللجنة، الإشارة إلى إعفاء بنكيران والأزمة التي اندلعت داخل الحزب بسبب تشكيل الحكومة من ستة أحزاب، مكتفيا بالقول إن الحوار يسعى إلى "قراءة جماعية للمرحلة"، ستمكن التنظيم في المستقبل من "خلاصات ومخرجات، بخصوص الأمور التي من الضروري أن يدخلها في وثائقه، ويأخذها بعين الاعتبار على المستويات الفكرية والمنهجية والتربوية". لكن سليمان العمراني، نائب الأمين العام، أعطى أهمية للحور الداخلي، معتبرا في تصريح لموقع الحزب، أنه "الأول من نوعه" داخل حزب العدالة والتنمية، وأنه رغم أن الحزب سبق أن قام بحوارات داخلية كان آخرها حوار سنة 2008، إلا أن حوار الحالي يتميز "بخصوصية لأنه ينعقد في سياق سياسي وتنظيمي خاص"، ويسعى إلى أن ينجز الحزب انطلاقا منه "قراءة جماعية للمسار الذي سارت فيه بلادنا على الأقل منذ 2012 إلى اليوم"، مضيفا أن المنتظر من الحوار، هو تمحيص "مساهمة حزب العدالة والتنمية في هذا المسار، وكذلك أن نفحص الإطار الفكري والمنهجي والسياسي والمؤسساتي والتنظيمي الذي يشتغل فيه الحزب، كل ذلك من أجل تملك رؤية جماعية بما يجعل التنظيم قادرا على الوفاء لدوره في المجتمع". وينتظر أن تجتمع لجنة الحوار، المكونة من 24 عضوا، خلال أسبوعين للمصادقة على مشروع برنامج الحوار، ومحاوره، قبل تحديد موعد الحوار الذي سيبدأ وطنيا، من خلال حضور قيادات وطنية وجهوية ومحلية، ويمكن أن يتحول إلى حوار جهوي. مصدر من الحزب قال ل"أخبار اليوم"، ليس من الضروري أن يتوصل الحزب إلى قراءة جماعية للمرحلة، لكن المهم هو المكاشفة وكشف الحقائق ولو كانت مرة.