اتهامات بسط اليد على مفاصل الحزب تستمر في ملاحقة حمدي ولد الرشيد، القيادي في "الاستقلال". ففي الوقت الذي يستعد فيه شباب "الميزان" لعقد مؤتمرهم الوطني، خرج "تيار" جديد يتهم ولد الرشيد بالتحكم في اللجنة التحضيرية للمؤتمر وانتخاب قيادة جديدة على المقاس. "أعضاء اللجنة التحضيرية أغلبهم من الصحراء، ومن العيون بالضبط"، يقول عبد القادر المكاوي، أحد متزعمي التيار الجديد الذي أُطلق عليه "حركة 11 يناير" ل"أخبار اليوم". "تفاجأنا بوجود أشخاص لم يحظروا يوما للجنة المركزية وأصبحوا بقدرة قادر أعضاء للجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل"، يضيف المكاوي، قبل أن يزيد: "ليست هناك أسماء من مناطق أخرى ككلميم وبوجدور والداخلة سوى الأسماء المحسوبة على ولد الرشيد بالعيون". المكاوي قال إن هناك رغبة من ولد الرشيد لتجفيف منابع هذه الحركة الجديدة حتى لا تتحول إلى حركة موازية للشبيبة كما حدث مع الحزب خلال ظهور تيار "بلا هوادة"، وكشف أن اتصالا هاتفيا جمعه بولد الرشيد شدد فيه هذا الأخير على رفض "ظهور صراعات تنظيمية قد تذهب من جديد إلى المحاكم". ورفض عمر العباسي، الأمين العام للشبيبة الاستقلالية المنتهية ولايته، التعليق على اتهامات المكاوي. هذا الأخير سجّل أن المحسوبين على ولد الرشيد "يحرضون" من أجل طرد أعضاء ما سمي ب"حركة 11 يناير" من الحزب، خاصة أن بعضهم يشغلون مقعدا بالمجلس الوطني للحزب، الذي من المنتظر أن تنعقد دورته القادمة يوم 21 أبريل الجاري. وسبق للمكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية أن وصف في بلاغ سابق حركة "11 يناير" ب"الكيانات الوهمية الافتراضية التي لا وجود لها إلا في مخيلة أقلية". ورفض المكتب التنفيذي توظيف عبارة "11 يناير"، مبررا ذلك بأن هذه الأخيرة "تحمل قدسية لدى جميع الاستقلاليات والاستقلاليين". واتهم البلاغ، في المقابل، التحركات التي يقوم بها أعضاء التيار الجديد، بأنها تأتي "قصد النيل من قيادة المنظمة والانتقام من بعض الإخوة، بفعل مواقفهم المناصرة للتغيير خلال المؤتمر العام السابع عشر للحزب"، في إشارة إلى أن الغاضبين من ولد الرشيد محسوبون على تيار حميد شباط، الأمين العام السابق للحزب، خلال الصراع المحموم الذي جمع القياديين قبل المؤتمر الأخير للحزب.