وضعت الحرب داخل حزب الاستقلال أوزارها بعد صراع مرير بين حميد شباط، الأمين العام المنتهية ولايته، وحمدي ولد الرشيد، "النافذ" في الصحراء، الذي دعم نزار بركة للوصول إلى رأس "حزب الميزان". ولم تخرج نتائج اللجنة التنفيذية عن السيناريو الذي أنهى به بركة ولاية منافسه على الأمانة العامة لحزب الاستقلال، بعدما انتخب أمينا عاما جديدا عقب تصويت 1238 من أصل 1284 صوتا، بنسبة مشاركة بلغت 96.24 في المائة، وحصوله على 924 صوتا مقابل 234 لمنافسه الأمين العام السابق، وإلغاء 80 صوتا. واستطاعت اللائحة التي قدمها حمدي ولد الرشيد أن تحصل على أصوات غالبية أعضاء المجلس الوطني ال1123، الذين صوتوا على أعضاء اللجنة التنفيذية، ليحكم بذلك القيادي القادم من الصحراء قبضته على التنظيم السياسي الاستقلالي. وانطلقت عملية التصويت على أعضاء قيادة الحزب ال28 مباشرة بعد انتخاب الأمين العام، منتصف ليل السبت، واستمرت إلى حدود الرابعة من بعد زوال يوم أمس الأحد، وجرت عملية الفرز بداية من ذلك الحين إلى حدود صبيحة اليوم الاثنين. وتقدم للمنافسة على مقاعد اللجنة التنفيذية 116 عضوا، 77 منهم ضمن اللائحة العامة للمنافسة على 18 معقدا، و26 امرأة ضمن اللائحة النساء المخصصة لها ستة مقاعد، في حين أربعة مقاعد للشباب تنافس عليها 13 مرشحا. وباستثناء عبد الإله البوزيدي، الذي حصل على 437 صوتا، فإن اللائحة التي وضعها ولد الرشيد، بعد الخلافات الحادة مع ما سمي ب"الخط الثالث" داخل حزب "الميزان" ب"محسوبين على حميد شباط"، استطاعت أن تحسم المنافسة لصالحها بأرقام كبيرة. المثير في اللائحة التي حصلت على غالبية الأصوات عدم اشتمالها إلا على أربعة من الأعضاء "المحسوبين على نزار بركة"، وهم شيبة ماء العينين وعزيز الهلالي، وسعيدة أيت بوعلي وعبد الجبار الراشيدي، فيما جميع الأعضاء الآخرين "محسوبون على ولد الرشيد"، وهو ما يعني أن الرجل سيكون "الأمين العام الفعلي لحزب الاستقلال" خلال السنوات الأربع المقبلة. في مقابل ذلك، وباستثناء حسن السنتيسي المتوفر على عضوية المكتب التنفيذي لتيار "لا هوادة للدفاع عن الثوابت"، فإن مناصري المرشح السابق عبد الواحد الفاسي لم يجدوا لهم مقاعد داخل اللجنة التنفيذية رغم الوعود التي تلقوها. أكبر الخاسرين ما بات يعرف ب"الخط الثالث"، الذي كان يضم قياديين في الحزب، وفي مقدمتهم عادل بنحمزة الناطق الرسمي السابق باسم التنظيم، ومسؤول التنظيم عبد القادر الكيحل، وعبد الله البقالي؛ رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر مدير جريدة "العلم"، الذين أبعدوا جميعا عن الصف الأول لقيادة الحزب. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن ما لحق بنحمزة والكيحل البقالي يعود إلى تشبث "الخط الثالث" بالعديد من المناصب داخل اللجنة التنفيذية، ما أدخله في مواجهة مع "تيار ولد الرشيد" الذي أعلن دعمه لنزار بركة. وكشفت المعطيات نفسها، كذلك، أن اللائحة التي قدمها حمدي ولد الرشيد عرفت إبعاد جميع الأسماء التي كانت "محسوبة على شباط"، بينما تقرر الاقتراع الفردي دون أي توافق بين الأطراف؛ بعد أن رفض ذلك ولد الرشيد بقوله: "بيننا التصويت!". وتبعا لذلك، حصدت لائحة ولد الرشيد أصوات غالبية أعضاء المجلس الوطني، وحل حمدي في المقدمة ب710 أصوات، متبوعا بنور الدين مضيان ب664 صوتا، ومحمد سعود ب578، وعبد الصمد قيوح ب519 صوتا، ثم عمر احجيرة ب510 أصوات. كما حصل كل من فوزي بنعلال على 522 صوتا، وعبد الواحد الأنصاري على 537 صوتا، وحسن السنتيسي على 492 صوتا، وكريم غلاب نال 499 صوتا، بالإضافة إلى صالح عبد الإله البوزيدي الذي حاز 437 صوتا، ثم شيبة ماء العينين 433 صوتا، وعبد السلام اللبار 490 صوتا، وفؤاد القادري 504 أصوات، والنعم ميارة 498 صوتا، وعزيز الهلالي 407 أصوات، ثم رحال مكاوي 490 صوتا، وعبد الجبار الراشدي 391 صوتا.