مسؤول أمريكي يحذر من قنوات سرية آمنة أشار متدخلون في ندوة دولية حول التعاون الأمني، نظمت من طرف الأنتربول والأوروبول والأمن الإسباني، إلى أن تهريب المخدرات بين أمريكا اللاتينية وأوروبا وغرب إفريقيا يتم غالبا عبر المغرب، إما باعتباره بلدا منتجا للحشيش، أو كمعبر لمهربي الكوكايين القادمين من دول غرب إفريقيا والساحل والتي تحولت إلى قاعدة ربط بين أمريكا اللاتينية وأوروبا. وأكد مسؤولون أمنيون أن إسبانيا أصبحت جسرا حقيقيا لعبور ثلاث أرباع كميات الحشيش المهربة من المغرب إلى أوروبا، كما أن الأخير صار ممرا أساسيا لثلث الكوكايين التي تصل إلى أوروبا، وذلك في ندوة «الشرطة والتعاون القضائي» نظمت بمدريد أول أمس، في إطار مشروع يرعاه الاتحاد الأوروبي، ويُعنى في المقام الأول بمكافحة الاتجار الدولي بالمخدرات، وتبادل المعلومات وتطوير الاستخبارات الاستراتيجية لمكافحة هذا النوع من الجرائم. في جانب آخر، أبرزت قيادة الشرطة الوطنية الإسبانية، أن عمل وحدات الشرطة المتخصصة التابعة للشرطة الوطنية في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات خلال عام 2013، أدى إلى ضبط 12.546 كيلوغراما من الكوكايين أغلبها يمر عبر المغرب، وذلك بنسبة زيادة عن العام الماضي تقدر ب18 في المائة، بينما ارتفعت كمية الشيرا المضبوطة والقادمة من المغرب بزيادة 51 في المائة عن السنة الماضية. وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قد حذر قبل أسابيع من تشكل قنوات سرية آمنة، للأنشطة التجارية غير المشروعة، ويعد المغرب إحدى حلقاتها الرئيسة والتي تمتد جنوبا إلى حدود خليج غينيا. التهريب النشط للمخدرات الصلبة يقود إلى تنامي التطرف والجريمة المنظمة بدول شمال إفريقيا والساحل، وتشير تقارير أوروبية وأمريكية إلى أن المغرب ما يزال فقط، منطقة عبور للكوكايين القادم من دول أمريكا اللاتينية الذي يتم تهريبه عبر غرب إفريقيا إلى أوربا، معتبرا أن هناك تعاونا يتم تعزيزه مع السلطات المغربية. وأوضحت السلطات الكولومبية، أول أمس، أنه من أصل 22 طنا من الكوكايين، تم ضبطها منذ مطلع السنة الجارية، هناك ستة أطنان تم حجزها في مختلف الموانئ الكولومبية، مشيرة إلى أن هذه الأرقام تكشف أن تهريب المخدرات نحو غرب إفريقيا غالبا ما يتم عبر الموانئ. وأجمع 78 خبيرا ممثلين ل30 دولة ومؤسسة أمنية على ضرورة»تحسين التعاون بين أجهزة الشرطة في مجال مكافحة تهريب المخدرات بين أمريكا اللاتينية وأوروبا وغرب إفريقيا». وفي هذا السياق، قدم المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية، «أجناسيو كوسيدو»، في ختام هذه الندوة التي شارك فيها إلى جانب الشرطة الوطنية الإسبانية وكبار المسؤولين الأمنيين في الاتحاد الأوروبي، والأنتربول، وخبراء وقادة مكافحة تهريب المخدرات في عدة بلدان تجاربهم في كل من منطقة الغرب والساحل وأمريكا اللاتينية، (قدم) تقريرا يظهر مدى ارتباط المخدرات بالجريمة المنظمة بشكل وثيق. وشددت الشرطة الإسبانية، أيضا على أهمية مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، الذي يشكل مصدرا رئيسا للجريمة المنظمة، فضلا عن كونه يهدد الصحة العامة ويساهم في الجريمة وانعدام الأمن.