كشفت النسخة الأولية من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أونطونيو غوتريس، حول الصحراء، عن الفصول الخفية من المواجهة الميدانية التي جرت بين المغرب وجبهة البوليساريو في الشهور الأخيرة. التقرير سرد تفاصيل التوتّر الذي عاد إلى معبر الكركرات منذ شهر دجنبر الماضي، وحمّل الجبهة الانفصالية مسؤولية ذلك. "في أواخر شهر دجنبر، عادت عناصر جبهة البوليساريو لتظهر داخل الشريط العازل قرب الكركرات"، يقول التقرير، موضحا أن الجبهة ربطت ذلك بطواف "أفريكا ايكو رايس" للسيارات، الذي كان سيعبر من المغرب نحو موريتانيا. وأوضح التقرير أن الجبهة هددت بمنع مرور السيارات المشاركة في السباق، وأنها أوقفت بالفعل بعض المدنيين يوم 4 يناير الماضي. تحرّك قال الأمين العام الأممي إن المغرب احتج عليه بقوة، لدرجة أنه أخطر بعثة المينورسو يوم 4 يناير، لنقل حوالي 260 من جنوده من اوسرد إلى بئر الحلو على مقربة من الكركرات، وذلك بهدف تأمين مرور الطواف في حال عرقلته من طرف البوليساريو. القوات المغربية عادت إلى مواقعها يوم 9 يناير، وذلك بعد تدخل بعثة المينورسو. هذه الأخيرة قالت إنه وإلى غاية فاتح مارس الماضي، مازالت عناصر من البوليساريو تتمركز بالقرب من الكركرات، تحت مراقبة عسكريي بعثة المينورسو. وفي الوقت الذي يؤكد فيه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أن بعثة المينورسو باتت تمتنع عن القيام بدوريات المراقبة خلال الليل، بسبب تزايد التهديدات الأمنية في المنطقة؛ يقول التقرير إن القوات المسلحة الملكية أبلغت البعثة الأممية شهر أكتوبر الماضي، بحدوث عمليتين لإطلاق النار قرب الجدار الرملي بمنطقتي "تشلا" و"بئر الغندوز"، وان احدهما تسبّب في إصابة جندي مغربي أثناء محاولته التأكد من مصدر ضجيج تم رصده قرب الجدار. البوليساريو أنكرت أية صلة لها بالحادثين، وقالت في ردها على بعثة المينورسو إنها لا تتوفر على أية عناصر مسلحة في المنطقتين. وتخلص المينورسو إلى أنها وفي غياب دوريات ليلية تابعة لها، يصعب عليها التأكد من صحة ما وقع.