في تحوّل كبير في علاقة جبهة البوليساريو مع منظمة الأممالمتحدة، دخلت الجبهة الانفصالية في مواجهة مباشرة مع المهمة الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء، بعد سنوات من العلاقات الودية في ولايتي الأمين العام السابق، الكوري بان كي مون. "وزير" دفاع الجبهة خرج بتصريحات تصعيدية وهجومية في مواجهة بعثة ال"مينورسو" التابعة للأمم المتحدة، مباشرة بعد استقباله ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة المينورسو، الكندية "كيم بلدوك". هذه الأخيرة التي كانت محط اعتراض قوي من جانب المغرب عندما عيّنها بان كي مون، وبقيت ممنوعة من الالتحاق بمقر البعثة الرئيس في مدينة العيون، تحوّلت إلى ضيف ثقيل في مخيمات البوليساريو بتندوف الجزائرية، لحملها رسالة الأمين العام الأممي الجديد، البرتغالي أنطونيو غوتريس، الداعية إلى انسحاب جميع القوات العسكرية من منطقة الكركرات الرابطة بين المغرب وموريتانيا. القيادي في الجبهة الانفصالية، والذي تسميه "وزير الدفاع"، عبدالله لحبيب البلال، قال إن ما حدث في الكركرات من إنزال عسكري متبادل من جانب كل من المغرب والبوليساريو، مجرد جزء من مشكل الصحراء الكبير، واصفا القرار المغربي بالانسحاب من الكركرات ب"ذر الرماد في العيون". وفي هجوم مباشر على بعثة الأممالمتحدة في الصحراء، تساءل المسؤول في البوليساريو عن دور الأممالمتحدة في نزاع الصحراء، بعد قيام المغرب بطرد جزء من مكونها السياسي والمدني. الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها المغرب في العام الماضي، كانت تندرج في سياق تداعيات الزيارة الاستفزازية التي قام بها بان كي مون إلى كل من تندوف ومنطقة بئر الحلو، وانتهت بقرار مجلس الأمن الدولي نهاية أبريل الماضي، والذي منح كلا من المغرب والأمانة العامة للأمم المتحدة مهلة لتجاوز الخلاف. مصادر موثوقة قالت ل"اليوم 24″، إن العناصر المسلحة التابعة لجبهة البوليساريو مازالت تحتفظ بمواقعها بمنطقة الكركرات، "حيث يقفون على جانب الطريق المتجهة نحو موريتانيا، ويعمدون إلى إيقاف ومراقبة بعض الشاحنات كبيرة الحجم، بينما تستمر باقي الحركة التجارية ونقل الأشخاص بشكل عادي". ممثل الجبهة الانفصالية في العاصمة الأمريكيةواشنطن، قال لقناة "الحركة"، إن العناصر التابعة للجبهة سيبقون في الكركرات "إلى الأبد"، مقللا من أهمية القرار المغربي بالانسحاب. فيما رفض الوزير المنتدب في الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، الدخول في أية مواجهة مع الجبهة، وقال لموقع القناة الأمريكية إن المشكلة حاليا بين البوليساريو ومنظمة الأممالمتحدة "وليست مع المغرب". الجبهة الانفصالية دخلت في عزلة غير مسبوقة منذ أعلن المغرب قراره الاستجابة لطلب الأمين العام للأمم المتحدة، وسحب قواته من مواقع خلف الجدار الأمني في الكركرات، مثيرا مواقف دولية مرحّبة.