بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وجّه المسيحيون المغاربة نداء إلى المسؤولين في الدولة، بمن فيهم الملك محمد السادس ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، من أجل الاعتراف بحقهم في الدفن، والزواج، والعبادة، وفقا لما يقتضيه اعتقادهم الديني. تنسيقية المسيحيين المغاربة التي سبق لها أن التقت برئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان من أجل نفس المطالب، وتتحجج بمصادقة المغرب على عدد من الاتفاقيات الدولية، على رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية، وخاصة المواد التي تنص على الحق في حرية الفكر والرأي والعقيدة، بما في ذلك حريته في أن يدين بأي دين شاء، كما تتحجج بدستور 2011، طالبت بتمتيع المسيحيين المغاربة بحريتهم في العقيدة. وعرّف المسيحيون المغاربة أنفسهم بأنهم "مسيحيون من أصل مغربي، قاطنون بالمغرب، متشبثون بمغربيتنا ومستعدون للدفاع عن حوزة الوطن ضد أي محاولة للنيل منه"، وأكدوا أنهم يعتبرون أن "التصريحات الملكية المتعلقة بالمعنى المنطقي والمعقول لمفهوم إمارة المؤمنين، والتي تعتبر أن جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، هو أمير لكل المؤمنين، على اختلاف مللهم ونحلهم ودياناتهم، بمثابة بوصلة لمرافعاتنا حتى تحقق مطالبنا". مصطفى السوسي (اسم مستعار) الناطق الرسمي باسم تنسيقية المسيحيين المغاربة قال ل"اليوم24″: إن التنسيقية "بعثت برسالة إلى رئيس الحكومة، وقد توصل بها، لكن لم يجبنا بأي شيء"، وأضاف أن التنسيقية "وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أرادت التذكير مجددا بأنها تتشبث بمطالبها كما عبّر عنها في لقاء سابق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، باعتباره الجهة الوسيطة بين الدولة والمجتمع المدني، وأن التجاهل الحكومي والرسمي لن يثنيها عن الإلحاح باستمرار حتى الاستجابة لها". السوسي قال إن للتنسيقية مطالب عاجلة، على رأسها "دفن موتانا وفق عقيدتنا"، و"توثيق زوجاتنا"، و"إقامة صلواتنا علانية بدون خوف"، وأن "تكون مادة التربية الدينية اختيارية في المدارس وليست إجبارية"، كما تطالب التنسيقية من وزارة الداخلية السماح للمسيحيين المغاربة ب"الحق في إطلاق الأسماء المسيحية على أبنائنا دون منع أو اعتراض". وأكد السوسي أن التنسيقية لديها مطالب أخرى غير مستعجلة، مثل الحق في الزواج المدني، بأن تسمح الدولة بتوثيق الزواج مدنيا في الجماعات المحلية، وأن تترك الحرية لمن شاء توثيق زواجه إما في المسجد أو الكنيسة، على غرار ما هو معمول به في الدول التي تحترم حرية العقيدة لكل مواطنيها. ووجه المسيحيون المغاربة الخطاب ضمنيا إلى الملك محمد السادس هذه المرة، ومما جاء في الرسالة تحيتهم للملك "سلام، ونعمة، ومحبة، وتقدير إلى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أعطاه الرب روح الحكمة، وميزه بعمل الخير"، وعبروا عن آمالهم بأن تكون ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام بعد أسبوعين من الآن فرصة لتحقيق مطالبهم. يذكر أن تنسيقية المسيحيين المغاربة كانت قد ظهرت إلى العلن لأول مرة في أبريل الماضي، تزامنا مع تصريحات للملك محمد السادس في دجنبر 2016، اعتبر فيها نفسه "أميرا لكل المؤمنين" وليس المسلمين فقط، ما شكل فرصة للمسيحيين المغاربة للظهور إلى العلن.